غزة | رسمت المقاومة الفلسطينية خطوطاً حمراء عريضة أمام العدو بخصوص المسجد الأقصى، مؤكّدة للوسطاء المصريين جدّية تهديداتها، ومحذّرة من أن سوء التقدير لدى الاحتلال سيفجّر الأوضاع من جديد، وعلى نحو أكثر ضراوة ممّا جرى في أيار الماضي. وبحسب ما علمته «الأخبار»، من مصادر «حمساوية»، فإن الاتّصالات مع المصريين تواصلت بشكل مكثّف خلال الأيام الأخيرة، وسط تشديد فلسطيني على أن لا تراجع عن قواعد الاشتباك السابقة في ما يتّصل بمدينة القدس المحتلّة، وأن الضغط الذي يمارسه اليمين المتطرّف على حكومة الاحتلال لتمرير انتهاكاته الجسيمة ضدّ الأقصى، لن يتمّ السكوت عليه أبداً. وخلال الاتّصالات، نبّهت «حماس» إلى أن أيّ انتهاك خطير مِن مِثل ذبح القرابين داخل المسجد، سيدفع إلى معركة مع قطاع غزة، فيما اقتحام مخيم جنين وتنفيذ عملية عسكرية كبيرة فيه، سيكون هو الآخر وصفة سريعة لإشعال المواجهة. في المقابل، طلب المصريون من الفصائل الحفاظ على الهدوء في القطاع، مؤكدين وجود تطمينات إسرائيلية بعدم استفزازها، وإدامة التحسينات، وتسريع عملية إعادة الإعمار في غزة، وهو ما ردّت عليه المقاومة برفضها الفصل بين الساحات.في هذا الوقت، وبينما عقدت الفصائل اجتماعاً موسّعاً في مكتب قائد حركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار، بحضور حركة «فتح»، علمت «الأخبار» أن الأجنحة العسكرية دخلت في حالة استنفار قصوى تشبه تلك التي تسود في مرحلة ما قبل المعركة، تحسّباً لاندلاع مواجهة جديدة مع العدو. وتحت عنوان «هذا بيان للناس»، حذّرت حركة «حماس»، قادة الاحتلال والجماعات الصهيونية، من تنفيذ مخطّط «ذبح القرابين» في باحات المسجد الأقصى، مشددةً على أن ذلك يمثّل تصعيداً خطيراً يتجاوز كلّ الخطوط الحُمْر، كما أنه «اعتداء مباشر على عقيدة ومشاعر شعبنا وأمّتنا في هذا الشهر الفضيل، نحمّلهم مسؤولية تداعياته كافّة». وأكدت الحركة أن جماهير الشعب الفلسطيني بكلّ مكوّناته «لن تسمح بتنفيذ هذا المخطّط الإجرامي، وستقف بكلّ قوّة وبسالة لإحباطه، والتصدّي له». من جهته، حذّر عضو «اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، ماهر مزهر، الاحتلال من «أيّ محاولة استفزاز لمشاعر الفلسطينيين»، معتبراً سيناريو «ذبح القرابين» «بمثابة إعلان حرب، سيكون ردّ شعبنا ومقاومته عليه سريعاً وقاصماً». كما جزم مزهر أن الفلسطينيين «جاهزون لمواجهة أيّ جرائم صهيونية بحقّ مخيماتنا ومدننا وقرانا في الضفة، وخاصة في مدينة جنين القسام».