ريف دمشق - الحرب بين «الإخوة» حطّت رحالها رسمياً أمس في الغوطة الشرقية لدمشق بين «داعش» الذي يخوض الحرب على جبهات عدة ضد الجماعات المعارضة، و«جيش الاسلام» (من أبرز مكونات «الجبهة الاسلامية). وأصدر «جيش الاسلام» أمس بياناً رأى فيه أن «داعش» أعلن الحرب على «أهل السنّة في الغوطة الشرقية»، إثر اغتياله القاضي الأول السابق لـ«داعش» المدعو أنس قويدر، أبو همام، الذي انشق عنه، وأعلن «توبته» التي «سُجّلت أصولاً» لدى «الهيئة الشرعية للجبهة الإسلامية».
ويشير البيان إلى أنّ «الجبهة الإسلامية» كانت قد أمّنت الحماية للقاضي المنشق، بعد «إعلانه التوبة»، وأن «داعش» تمكّن من اغتياله مع والدته، عند قيامه بزيارتها في زملكا من دون مرافقة عناصر الحماية له، بطلب منه. وعدّ بيان «جيش الإسلام» تلك الحادثة «شنّاً لحرب الاغتيالات على المسلمين السنّة في هذه البقعة المباركة (الغوطة الشرقية)»، وعليه فإن «كلاب أهل النار (داعش) سيدفعون الثمن باهظاً في هذه الحرب التي بدأوا بشنّها».
وفي المقابل، وفي ردّ سريع لـ«داعش» على التهديدات، شنّ عناصر التنظيم هجوماً على حاجز لـ«جيش الإسلام» في منطقة الأشعري في الغوطة الشرقية، وقتلوا أحد أفراده وأسروا ثمانية آخرين، ليؤكّد «داعش» ما ذهب إليه «جيش الإسلام» في بيانه، بأن الحرب بين التنظيمات «الجهادية» تمدّدت إلى الغوطة الشرقية. ويذكر أن عدد مسلّحي «داعش» في ريف دمشق يقارب 800 مقاتل، بحسب المصادر الميدانية، يتوزّعون بين عمق الغوطة الشرقية ومناطق في الريف الجنوبي، كمخيّم اليرموك والحجر الأسود، ويتلقّون دعمهم من الشمال السوري، حيث يسيطر«داعش» على محافظة الرقة وأجزاء من ريف حلب الشمالي والشرقي، وفي مناطق متعدّدة من محافظة دير الزور الشرقية.
وفي بلدة بيت سحم، في الريف الجنوبي، سلّم 55 مسلّحاً من منطقة ببيلا أنفسهم إلى الجيش السوري. وفي الوقت ذاته، تسلّلت مجموعة مسلّحة إلى منطقة التسليم وأطلقت النار باتجاه المسلّحين الراغبين في تسوية أوضاعهم ولجنة المصالحة، ما أدى إلى إصابة أحد أعضاء لجنة المصالحة. واندلعت اشتباكات عنيفة ليلاً بين «جبهة النصرة» وفصائل «الحر» على خلفية اغتيال قائد أركان «لواء حطين» إثر تسوية ببيلا.
إلى ذلك، أحبطت وحدات من الجيش محاولة تسلل لمسلحي «جيش الإسلام» على محور جوبر ــ العباسيين. المخطط هدف إلى تفجير مبنى للجيش يعقبه هجوم بهدف فتح ثغرة في الطوق الذي يفرضه العساكر، بغرض التسلل إلى داخل العاصمة دمشق.
مصدر ميداني في العاصمة أكد لـ«الأخبار» أنّ أعداد قتلى «جيش الإسلام» تجاوزت «100 إضافة إلى عشرات الجرحى». يذكر أن محاولة التسلل ليست الأولى من نوعها على محور جوبر، الواقع شمال دمشق والذي يغص بأنفاق المسلحين، إذ إنها المحاولة الثانية خلال الشهر الحالي، بعد تفخيخ مبنى وإحباط هجوم مماثل الأسبوع الفائت.
سيارة مفخخة في ريف حماه تودي بحياة 34 شخصاً
في موازاة ذلك، تشهد جرود منطقة القلمون، في الريف الشمالي لدمشق، اشتباكات متقطّعة بين الجيش والمجموعات المسلّحة التي فرّت إلى تلك الجرود بعد سيطرة الجيش على مدن وبلدات القلمون.
مصدر ميداني قال لـ«الأخبار» إنّ البلدات المحاذية لمناطق الاشتباكات، كرنكوس ورأس المعرّة، «تشهد هدوءاً تاماً، فيما تتواصل العمليات التي يشارك فيها سلاح الجو بنحو كثيف، في المزارع المكشوفة والجرود المجاورة لتلك البلدات، ما أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين، وجرح العشرات».
34 شهيداً في حماه
وفي ريف حماه، هزّ تفجير بلدة الحرة في منطقة الغاب بسيارة مفخّخة، ما أدى إلى استشهاد 34 مدنياً وجرح نحو 50 آخرين. وتبنّت «الجبهة الإسلامية» التفجير، ونشرت على مواقع تابعة للتنظيم أنها استهدفت «شبيحة الجيش».
وفي دير الزور، تمكّن «داعش»، أمس، من السيطرة على بلدة البوليل جنوبي شرقي ريف المحافظة، وأجزاء واسعة من منطقة الموحسن المجاورة. كذلك اغتال «داعش» زعيم «لواء محمّد» التابع «لألوية أحفاد الرسول» حسن الحافظ، بعد أن ألقى القبض عليه وعلى مرافقه في البوليل.
وفي حلب، تراجعت حدة المعارك التي يخوضها الجيش في المدينة وريفها، وتركز أعنفها غربي سجن حلب المركزي وجنوبي جبل عزان في الريف الجنوبي. وصدّت وحدات من الجيش هجومين للمسلحين على نقاط عسكرية قرب السجن المركزي وقرية البريج، وأوقعت ما لا يقل عن 14 قتيلاً في صفوفهم، وفق مصدر عسكري. من جهتها، أعلنت «غرفة عمليات أهل الشام» مقتل أربعة من مسلحيها على جبهة الجوية ــ الزهراء، وثلاثة آخرين في قصف على منطقة آسيا غربي حريتان.
من جهة أخرى، أصدرت «الغرفة المشتركة لأهل الشام» بياناً أكدت فيه عدم اشتراكها في غرفة العمليات الجديدة التي أنشأتها 13 جماعة مسلحة باسم «غرفة عمليات الجنوب» لوقف تقدم قوات الجيش في قرى جنوب حلب، في وقت وجه فيه ناشطون الاتهامات لـ«جبهة ثوار سوريا» بالاستيلاء على مخازن سلاح وذخائر في العامرية كانت مخصصة لجبهة جنوب حلب، ما تسبب بخسارة المعارك. وفي السياق، أصدر «داعش» قراراً بالبدء بعمليات عسكرية ضد «المرتدين والمحاربين» من «الحر» في كل من أخترين وتركمان بارح ودوديان والجكة في ريف حلب الشرقي. كذلك طلب التنظيم من أهالي تلك القرى مغادرة قراهم خلال مدة أقصاها 48 ساعة للبدء بعملياته العسكرية.