القاهرة | «يحاولون باستماتة إعادة عجلات الزمن إلى الوراء»، هكذا تستهل مصادر مصرية حديثها لـ«الأخبار» لتوضيح «حجم المؤمرات التي تحاك ضد مصر»، من المحتجزين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقادة الجماعة، «حتى بعدما تكشفت نيتهم في الرضى والمشاركة في تقسيم مصر والوطن العربي، ضمن أجندتهم الخاصة بالتنظيم الدولي».
وتقول تلك المصادر إن الأجهزة السيادية في القاهرة تراقب تصرفات المسجونين والمحتجزين من أعضاء الجماعة، وأنصارها «لمعرفة المزيد من المخططات التي يسعون إلى تنفيذها»، مشيرة إلى أنه في آخر زيارة داخل السجن إلى الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل (المتهم بعدد من القضايا، منها زعزعة الأمن القومي) «طالبه زائره بضرورة تدخل جماعة أنصار بيت المقدس، واستمرار استخدام شعارات الجهاد والمقاومة للإيقاع بكل أجهزة الدولة، كي يسقط النظام مجددا، وتتمكن الجماعات الإسلامية من العودة إلى الحكم مرة أخرى».
المصادر نفسها أكدت أن «زائر أبو إسماعيل هو عضور حركة أحرار التابعة لحركة «حازمون»، واسمه عمرو ربيع، والحركة يترأسها شقيق الداعية حازم، وهو مسجون أيضا، فيما الداعية حازم أب روحي لأعضائها». وتلفت إلى أن الزائر لم يكن من خارج السجن، لكنه محتجز في سجن عليه حراسة شديدة بسبب توجيه عدة تهم ضده، «وهو ما يعكس أن التعليمات التي تصدر عن الجماعات الإسلامية تكون بالتدرج من الأعلى ثم الأقل، ما يعطي الخيط لأجهزة الدولة حتى تعرف نهاية سلسلة الأوامر والأشخاص الذين يعملون في الخارج».
أما المطلب الذي ألح عليه أبو إسماعيل حتى يوصله الزائر ربيع، بصفة الأخير وسيطا مع «أنصار بيت المقدس»، ففحواه «التصعيد باستهداف المناطق العسكرية والشرطية والأقليات لإحداث وقيعة تمكنهم من قلب الشارع المصري، حتى تقوم ثورة ثالثة أو ينتج من هذا احتراب داخلي بين فئات المجتمع». كذلك من المطلوب «تصفية القيادات العسكرية والرموز السياسية، ضمن رسائل تهديد مباشرة إلى كل من يعارض جماعة الإخوان في حال عودتها إلى الحكم مرة أخرى».
في سياق متصل، كشفت مصادر سيادية أن هناك «اتصالات بين الجانب الفرنسي ونظيره المصري، على مستوى أجهزة المعلومات، لرصد أعضاء تنظيم القاعدة المصريين المقيمين في فرنسا، والدول التي تربطهم مصالح بها، إضافة إلى أسماء أشخاص يتبعون للجماعات الإرهابية، مختبئين تحت مظلة الإسلام». وقالت المصادر إن «الخطوة الاستباقية من جهة باريس، تأتي لخشيتها من عمليات الاستهداف المتوقعة في قلب العاصمة الفرنسية بعد ورود معلومات إليها من شخصيات تنتمي إلى «القاعدة»، وهي حاليا في مالي ومدغشقر، وعقب رصد تكليفات إلى تلك الشخصيات بغرض زعزعة الاستقرار في فرنسا».