غزة | مع اقتراب شهر رمضان، تزداد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية سخونة، وسط تخبّط الاحتلال في كيفية التعامل معها، ولجوئه إلى الوسطاء لمحاولة تهدئتها، توازياً مع بدئه في تنفيذ عمليات اغتيال بحقّ الشبّان الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، وتفعيل سياسة هدم المنازل ومعاقبة عائلات الشهداء اقتصادياً. وبحسب ما علمته «الأخبار»، من مصادر في المقاومة، فإنّ العدو يسعى حالياً للانتقام من مخيم جنين ومقاوميه، إرضاءً لرغبة مستوطِنيه في أعقاب سلسلة العمليات الأخيرة. لكن المصادر تؤكد أن المقاومة في مختلف الساحات لن تسمح بعملية كبرى في المخيم، في وقت أعلن فيه الأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، حالة الاستنفار في صفوف عناصر «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركته. وعلى إثر ذلك، أكد أبو حمزة، الناطق باسم السرايا، «رفع الجهوزية الكاملة في صفوف مقاتلينا بكافة التشكيلات العسكرية». بالتوازي مع ذلك، علمت «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، أن اتّصالات مكثّفة جرت خلال اليومَين الأخيرَين بين الوسطاء وقيادة المقاومة في قطاع غزة، بناءً على طلب حكومة الاحتلال التي أوصلت رسائل بأنها لا تريد التصعيد خلال الفترة الحالية، مُهدّدة في الوقت نفسه بأنها ستردّ على أيّ تحرّك عسكري أو شعبي ينطلق من القطاع. وفي المقابل، ردّت المقاومة على تلك الرسائل بدعوة سلطات العدو إلى لجم مستوطِنيها ووقف اعتداءاتهم في القدس والضفة والداخل المحتل، مُجدّدة تحذيراتها السابقة في ما يتعلّق بالمسجد الأقصى والقدس، بالإضافة إلى تحذيرات مستجدّة بخصوص تنفيذ عملية عسكرية ضدّ مخيم جنين خلال الفترة المقبلة.
على خطّ موازٍ، أطلق جيش الاحتلال اسم «كاسر الأمواج» على الاستعدادات الأمنية لمواجهة التصعيد الحالي في الأراضي المحتلة، في وقت عزّز فيه قوّاته في الضفة وغزة بأربع كتائب عسكرية، ورفع حالة التأهّب إلى أقصى درجاتها. وتَرافق ذلك مع دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، المستوطنين في مدن الداخل المحتل عام 1948 إلى حمل السلاح لمواجهة العمليات الفدائية، قائلاً: «نحن ندرس الآن إطار عمل أكبر لدمج المتطوّعين والمواطنين الذين يرغبون في التطوّع، وأدعو كلّ من لديه رخصة سلاح وأقول له إنّ هذا الوقت هو وقت حمل السلاح». وفي مدينة القدس، اقتحم عضو «الكنيست»، إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى صباح أمس، الأمر الذي دفع حركتَي «حماس» و«الجهاد» إلى التحذير من تداعيات هذه الخطوة بوصفها «انتهاكاً للمقدسات الإسلامية وصاعق تفجير للأوضاع بشكل كامل». وشهدت ساحات المسجد والبلدة القديمة في القدس تواجداً مكثّفاً لشرطة الاحتلال، فيما اعتقلت الأخيرة سيدة من منطقة باب الأسباط، واحتجزت الناشط محمد أبو الحمص داخل ساحات الأقصى، وأطلقت سراحه بعد خروج بن غفير. والتقط بن غفير فيديو لنفسه من داخل باحات المسجد، استهزأ فيه بتهديدات «حماس» وتحذيراتها، واعتبر أن جولته بمثابة تحدٍّ، داعياً حكومته إلى وقف إظهار ضعفها أمام مَن وصفهم بـ«الإرهابيين»، والعمل على السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى بشكل موسع.