صنعاء | علمت «الأخبار»، من مصادر ديبلوماسية يمنية، أن اتفاق الهدنة غير المُعلَن بين صنعاء والرياض، يشتمل الاتفاق على دخول أكثر من 40 سفينة إلى ميناء الحديدة، بما فيها سفن المشتقّات النفطية، وتسيير أكثر من 50 رحلة جوّية تحمل المرضى من مطار صنعاء إلى عدد من الوجهات العربية. كما يشمل صفقة تبادل جديدة، سيستفيد منها 2000 أسير من طرفَي الصراع. وفي انتظار البدء بتطبيق هذه التفاهمات، يظلّ التشكيك سيّد الموقف في صنعاء. إذ يتّهم مستشار «المجلس السياسي الأعلى»، محمد طاهر أنعم، في حديثه إلى «الأخبار»، السعودية، بـ»العودة إلى أسلوب المماطلة والتسويف والتلاعب بالوقت لمحاولة تهدئة الجبهات العسكرية، واستغلال الوقت بمزيد من الحصار وتحريك الطابور الخامس في الداخل والمرتزقة في الخارج لخلخلة الجبهة الداخلية»، مضيفاً أن «الرياض تتلاعب بالوقت في مسألة الأسرى كما فعلت أكثر من مرّة». ويوضح أنه «كان مقرّراً تسليم أسماء الدفعة الأولى الاثنين الماضي، إلّا أن السعودية وجّهت مرتزقتها بالتأخير المتعمّد، ولمدّة أسبوع كامل بحسب بيانهم». ويرى أن «السعودية تُراهن مع كلّ يوم يمرّ على تفكيك الجبهة الداخلية، وتوظّف من أجل ذلك الكثير من الأموال للمرتزقة والفاسدين في الداخل»، معتبراً أن «مجرّد جمع السعودية للمرتزقة المحرّضين على الحرب في اليمن في الرياض هو إعلان حرب وتحرّش بالشعب اليمني».
وفي الاتّجاه نفسه، أصدر «المجلس السياسي الأعلى»، مساء أمس، بياناً أعرب فيه عن أسفه لـ»الاستجابة الواضحة والصريحة» للمبادرة اليمنية. وإذ أكد أنه «لا يمانع أيّ استجابة إيجابية تحت أيّ عنوان ومن أيّ زاوية»، إلّا أنه شدّد على «أن لا سلام من دون رفع الحصار عن كاهل الشعب اليمني، واحترام سيادة واستقلال اليمن». وهدّد بأنه «إذا لم يتحقّق ذلك، فإن اليمن قيادة وشعباً يحتفظ بحقه الكامل في اتّخاذ ما يراه مناسباً من الخطوات السياسية والعسكرية، وبما يضمن انتزاع حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة».