ريف دمشق | فشلت المعارضة في هجومها الكبير الذي حشدت له أعداداً كبيرة من المقاتلين لإحداث خرق في درعا، انطلاقاً من قرى القنيطرة، في وقت كثّف فيه الجيش السوري من الكمائن المتقدمة في عمق مدينة المليحة في الغوطة الشرقية.
وتمكّن الجيش في أقصى الجبهة الغربية لريف درعا من صدّ إحدى أكبر محاولات المعارضة المسلحة في القنيطرة لمساندة مسلحي الريف الغربي للمحافظة، في هجوم حشدت له «جبهة النصرة» أعداداً كبيرة من المقاتلين. ولدى وصول المسلحين إلى محيط بلدة جبا التي تعدّ أحد خطوط الفصل بين جبهتي درعا والقنيطرة، استهدف الجيش تجمعات المقاتلين، ما أدى إلى مقتل عشرات المسلحين إضافة إلى تدمير آلياتهم، بحسب مصدر ميداني لـ«الأخبار». وفيما استطاع الجيش السيطرة على معظم أحياء قرية عين البيضا، داخل درعا، استمر استهدافه لنقاط المعارضة في منطقة الكسوة، ما أدى إلى تراجع مقاتلي «الحر» و«النصرة» إلى الحدود الشمالية لقرية الطيبة، جراء الخسارة التي تكبّدها المقاتلون في الاشتباكات التي اندلعت هناك.
وكان مسلحون من «لواء شهداء اليرموك» و«أحرار نوى» و«جبهة النصرة» قد تمكّنوا بعد حشدهم على الجبهة الجنوبية لمنطقة نوى في درعا من السيطرة على تل الجموع غرب المحافظة، انطلاقاً من جبهة التسيل (جنوبي تل الجموع)، وأمَّن دخول «النصرة» التي حشدت أكثر من 600 مقاتل، بحسب مصادر ميدانية، كانوا مجهزين بعتاد كامل، استطاعوا قلب الموازين لمصلحة المعارضة المسلحة في تل الجموع، في إطار ما أطلقت عليه «كتائبها» اسم «معركة يرموك خالد». وأدى هجوم المقاتلين على تل الجموع إلى استشهاد أعداد كبيرة من عناصر الجيش السوري، إذ لم يستطع سلاح الجو التدخل بشكل مباشر لمصلحة الوحدات المنتشرة في المنطقة، نتيجة للتداخل الحاصل في نفوذ كل من الجيش والمعارضة المسلحة فيها، إضافة الى قرب المسافة بين الطرفين خلال الاشتباكات التي دارت هناك.
إلى ذلك، عاشت العاصمة السورية هدوءاً نسبياً في معظم مناطقها، وواصل الجيش عملياته في الغوطة الشرقية على جبهات ثلاث في المليحة وجوبر ودوما. وشهدت هذه الجبهات قصفاً متقطعاً شنّه سلاح الجو على تجمعات المعارضة المسلحة فيها، وكانت أكبر خسائر «كتائبها» في استهداف الجيش لتجمع آليات في دير العصافير، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من المسلحين بين قتلى وجرحى.
على جبهة المليحة، واصل الجيش كمائنه المتقدمة التي «إضافة إلى نتائجها المتمثلة في سقوط المسلحين قتلى وجرحى، فإنها أفقدت هؤلاء قدرتهم على الثبات وتحصين مواقعهم. ففي ظل الكر والفر يبقى المسلحون في حالة إشغال دائمة»، بحسب مصدر عسكري، الذي أكد لـ«الأخبار» أن الكمائن ما زالت تواصل نجاحها في محيط مدينة دوما.