دمشق | لا تكلّف القيادة الحالية لـ«الائتلاف المعارض»، نفسها، حتى ارتجال مطالبها السياسية. وتصف مصادر معارضة مقيمة في تركيا، تحدّثت إلى «الأخبار»، واقع الإدارة الحالية لـ»الائتلاف» بأنها «الأكثر التزاماً بالنصّ التركي مقارنة بمَن سبقها من قيادات». وتشير هذه المصادر إلى أن «الحرب في أوكرانيا شكّلت، بالنسبة إلى أنقرة، نقطة ارتكاز تحاول من خلالها إعادة الملفّ السوري، سياسياً وعسكرياً، إلى ما قبل أيلول 2015، تاريخ التدخل العسكري الروسي في سوريا». وتوضح المصادر أن «محاولة الأتراك الضغط على الروس بورقة سوريا، تدفع أنقرة نحو تحريك الائتلاف إلى المطالبة بتسليم مقعد دمشق في الأمم المتحدة، بعد رفض الحكومة السورية قرار الجمعية العامة الذي أدان العملية الروسية في أوكرانيا»، كما يحاول الائتلاف «الاستفادة من تدخّل سعودي لدى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، لاستقبال وفد يمثّل الائتلاف برئاسة سالم المسلط». في المقابل، يقول مصدر مطّلع في «الجامعة العربية»، إن «أبو الغيط رفض إبداء أيّ موقف من هذه القضية تحديداً، لكون الفكرة مرفوضة من قِبَل مجموعة كبيرة من الدول الأعضاء، تميل حالياً نحو تطبيع العلاقة مع الحكومة السورية، ودعوتها إلى القمة المقبلة التي ستُعقَد في الجزائر». كما يبدو، بحسب المصادر، أن أبو الغيط «يميل شخصياً نحو ضرورة التعجيل بإعادة دمشق إلى الجامعة، لكن مهمّته توجِب عليه التوفيق بين الدول الأعضاء وتبنّي مواقف الأكثرية»، ليبقى ما نقل عنه في البيان الرسمي عقب لقائه بوفد «الائتلاف» عن أن «ضرورة الدفع بالعملية السياسية، هو المخرج الوحيد للأزمة السورية»، تصريحاً ديبلوماسياً مُرضياً لجميع الأطراف.
وتتّفق المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، من مصادر معارِضة في تركيا، وأخرى داخل سوريا، على أن «العودة إلى ما قبل عام 2015 مستحيلة، ميدانياً وسياسياً، طالما أن القواعد الروسية موجودة داخل الأراضي السورية». كذلك، فإن «المعارضة المسلّحة تحتاج إلى أسلحة نوعية، كتلك المضادّة للطائرات والدبابات، على غرار ما قدّمته الدول الغربية لأوكرانيا»، فضلاً عن ضرورة فرْض «حظر جوي» فوق سوريا، وهذا لم يكن ممكناً في أوج الحرب، ولا يمكن اعتباره الآن سوى «أضعاث أحلام». وتلفت المصادر إلى أنه بالنسبة إلى قيادات «الائتلاف»، فإن «الأمر واضح تماماً، لمعرفة الجميع بأن المكانة الروسية سياسياً وعسكرياً، صارت أرفع وأثقل»، كما أن «التعويل على أزمة طويلة في أوكرانيا لتحصيل مواقف دولية حول سوريا، يبدو غير واقعي، إذ تبيّن المؤشّرات الميدانية أن روسيا ستحسِم الملفّ لمصلحتها بأيّ شكل كان». وثمّة ما يشبه الاعتقاد لدى هؤلاء، بأن «الغرب إذا ما أراد تحصيل بعض التنازلات في الشروط الروسية لوقف الحرب، فإنه سيطرح على موسكو مكاسب خارج أوروبا، ربّما يكون أوّلها على الساحة السورية».