يتّبع «داعش» أسلوباً ترهيبياً واضحاً من خلال اغتيال من يتم تهديده
وكانت «قسد» اتّخذت، منذ الهجوم على سجن الصناعة، عدّة تدابير أمنية، من بينها إغلاق البوابة الرئيسة لمخيم الهول بالسواتر الترابية، مع افتتاح بوابة رئيسة بديلة داخل القسم السابع، بعيدة نسبياً عن «قسم المهاجرات»، وتخصيص مدخل للمنظمات الدولية، في محاولة للحدّ من تأثير أيّ هجوم متوقّع من خارج المخيم. لكنّ الظاهر أن تنظيم «داعش» نجح، من خلال تنفيذ اغتيالات بحقّ كلّ من يتمّ تهديدهم، في بثّ الرعب في قلوب عناصر الحراسة، الأمر الذي سيمنعهم من مواجهة أيّ هجوم واسع على «الهول»، ويسهّل بالتالي عملية السيطرة عليه، في فترة زمنية قصيرة. وتدأب وسائل الإعلام التابعة لـ«قسد»، منذ فترة، على التحذير من الخطر الذي يشكّله تنظيم «داعش» على مخيم الهول، وإمكانية استنساخ هجمات سجن الصناعة على المخيم. ونقلت وسائل إعلام مقرّبة من «قسد»، عن مصدر أمني، تأكيده أنهم «تلقّوا معلومات استخباراتية تفيد بتحضير تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة بشكل كامل على مخيم الهول، شرقي الحسكة». وأشار المصدر إلى أنهم و«منذ هجوم التنظيم على سجن الصناعة في الحسكة، يتلقّون معلومات مكثّفة عن احتمال شنّ هجوم واسع على المخيم». وأضاف أن «مجموعة من خلايا داعش كانت تحضّر لتنفيذ عملية داخل الهول، الإثنين الفائت»، مرجّحاً أن «تكون هذه المجموعة هي أولى المجموعات التي بدأت بالتحضير لشنّ الهجمات». وكانت الأمم المتحدة حذّرت، الشهر الماضي من «تفاقم الوضع الأمني المتدهور أساساً في مخيم الهول الذي تتولّى الإدارة الذاتية الكردية الإشراف عليه ويضمّ نحو 62 ألف شخص، ثمانون بالمئة منهم نساء وأطفال». وفي تقرير مفصّل، نبّهت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم «الدولة الإسلامية» ومجموعات جهادية أخرى، إلى أن «مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز، خصوصاً في شمال شرق سوريا، تمثّل تهديداً كامناً». وتحدّثت عن الإبلاغ عن «حالات من نشر التطرف والتدريب وجمع الأموال والتحريض على تنفيذ عمليات خارجية في الهول»، لافتة إلى أن «بعض المعتقلين يعتبرون المخيم آخر ما تبقّى من الخلافة» التي أعلنها التنظيم عام 2014 على مناطق سيطرته في سوريا والعراق المجاور قبل أن يتمّ دحره منها. ويضم القسم الخاص بالنساء الأجانب وأطفالهن من عائلات مقاتلي التنظيم، قرابة عشرة آلاف امرأة وطفل، وفق اللجنة، التي أفادت أيضاً بأن «بعض القاصرين يجري تلقينهم وإعدادهم ليصبحوا عناصر في تنظيم الدولة الإسلامية في المستقبل».