«حالياً الخليل صارت زي حارة الضبع سكروها... الأسرى اليهود يا جوا يا طلعوا من قناية جر المي تاعت يطا، وبالنسبة للمونة ما يكونلكو فكر رح ندخلها من بيت ام زكي... أصلاً كل مونة الضفة موجودة بالخليل. بدنا نعرف نطلع مونة مش ندخل... من هون ليجي مأمون بيك ويحل الموضوع»، هكذا يمزج أهل الخليل الفرح بالقلق في مجاراتهم الحصار الإسرائيلي على مدينتهم بعد فقدان أثر ثلاثة مستوطنين من دون معرفة مصيرهم مبكراً أو إعلان جهة تبنيها أسرهم.
ولا يرى كبار العمر والشباب، الذين تواصلت معهم «الأخبار» عبر الهاتف، العملية في حال إثباتها مفاجئة لهم، بل هم يفخرون بكون الخليل جزءاً أساسياً من المقاومة والانتفاضة الفلسطينية. أما عن الحادثة الأخيرة، فيقول الحاج أبو طلال إنها كانت متوقّعة نتيجة سياسات الاحتلال المجحفة، وخاصة إقراره قانوناً يمنع إخراج الأسرى في صفقات التبادل، مضيفاً: «حاول الاحتلال إحباط إضراب الأسرى الإداريين ومنع الفعاليات المساندة لهم خارج السجون وقمعها بالرصاص... لماذا نستغرب أن تتحرك المقاومة إذاً؟».
أما عن مخاوفهم من تداعيات الحصار على الخليل والتهديد باقتحامها وتفتيشها بيتاً بيتاً، فعقّب أبو طلال لـ«الأخبار»: «نستبعد حاليّاً أي اجتياح لأن تقديرنا أن الجيش الإسرائيلي خسر الساعات الذهبية التي تبعت العملية»، مقدراً أن الاحتلال سيعتمد غالباً على الأجهزة الأمنية كالمخابرات والاستخبارات، في ظل وضع الضفة المحتلة.
هو الرأي نفسه الذي شاركه فيه الشاب أرقم، لكنه قال: «إذا كانت هناك عمليات عسكرية فسوف تهدف إلى اعتقال أفراد وتفتيش أماكن يشتبه بوجود المستوطنين فيها». وتابع لـ«الأخبار»: «مش خايفين من شي واللي كاتبه ربنا بدو يصير».
وفيما شارك أهل الخليل في محو بيانات ما سجلته كاميرات المراقبة في محالّهم كي لا تساعد هذه التسجيلات الجيش الإسرائيلي في البحث، يرى أبو علاء عرار أن سكان المدينة يعبرون عن وطنيتهم وحرصهم على ما حفظ العهد مع الأسرى. وقال لـ«الأخبار»: «حتى تتضح الأمور نرى أنه عمل بطولي ودليل قاطع على أن شعبنا ومقاومينا لم ينسوا قضية الأسرى»، مستدركاً: «ما بنخاف من أي اجتياح لأنو حكي فاضي وتضييع لجهدهم ع الفاضي».
أما الإعلامي جهاد الدين فيقول إنه من موقع عمله يشارك أبناء شعبه همومهم، وأولها قضية الأسرى التي لن تنتهي إلا بتبييض السجون من الأبطال. وبعد تحذيره من طرق التعاطي عبر «الفايسبوك» مع الأخبار لمراقبة الاحتلال كل ما يكتب، عبّر في حديثه لـ«الأخبار» عن أسفه لسحب الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية تسجيلات الفيديو من بعض الأماكن.
في الإطار نفسه، يقول خطيب الجمعة أبو حازم إن ما حدث من أعظم نجاحات المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها حتى الآن، معلقاً بأن «ما فعله شعبنا يعبر عن انتماء حقيقي وبيئة حاضنة وداعمة للمقاومة». واستبعد أبو حازم في اتصال مع «الأخبار» أن ينفذ الاحتلال اجتياحاً كاملاً، مستطرداً: «خليل الرحمن تحير الإسرائيليين، فهذه المحافظة واسعة وتمتد من بيت لحم شمالاً، وصولاً إلى النقب جنوباً، ومن البحر الميت والحدود الأردنية شرقاً إلى مشارف غزة وتل أبيب غرباً، وهكذا تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة حول مصير الشلاليط الثلاثة».

(الأخبار)