منع سعد من المشاركة في مهرجان بلفورت للموسيقى
هي الخدعة الصهيونية التقليدية للقول إن «الدروز» أقلية وإنهم ليسوا عرباً، وإن ما يسري عليهم لا يسري على العرب. هي لعبةُ فرّق تسد، «أنتم لستم عرباً» كما كانت تصرّ رئيسة وزراء الكيان السابقة «غولدا مائير» على القول عند مخاطبة «الدروز». لكن دروز فلسطين، كما دروز الجولان المحتل، أثبتوا أكثر من مرة أنهم عربٌ أقحاح، وأنهم أحفاد سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط، وأن الكيان الصهيوني هو عدوٌ عابر وسيرحل عن أرض فلسطين عاجلاً أو آجلاً. هي ليست المرة الأولى التي يرفض فيها شبانٌ فلسطينيون من الطائفة الدرزية الخدمة الإلزامية العسكرية التي يصرّ الصهاينة على إدخالهم فيها. فكما هو معروف، فإن الخدمة العسكرية إجبارية على كل مواطنٍ في دولة الكيان، ويحرم منها أبناء العرب عادةً إلا بشروطٍ خاصة للغاية (ما عدا الطائفة الدرزية كما أشرنا). حكاية رفض الخدمة هي حكايةٌ مريرة ومستمرة. فمنذ عام 1962 حينما رفض الشاب عاصم الخطيب تسلم طلب استدعائه للخدمة الإلزامية، وأصرّ على عدم الانضمام إلى جيش الكيان المحتل، يومها قامت الدنيا ولم تقعد. عاصم قدّم يومها عريضة تضم أكثر من 45 توقيعاً لشبان عرب يرفضون تجنيدهم في جيش المحتل. يذكر أن الدولة العبرية تتعامل مع دروز فلسطين بمنطق غريب: يهودٌ في الواجبات، عربٌ في الحقوق؛ فمناطقهم هي الأفقر، ونسبة التعليم العالي بينهم هي الأقل بالمقارنة مع مثيلاتها من المناطق في الكيان، فضلاً عن مصادرة أراضيهم، ومنع رخص البناء عنهم، وفوق كل هذا إجبارهم على الخدمة العسكرية والمدنية. ما يحلم به عمر يختلف عما تحلم به دولة الصهاينة: فهي تريد من الدروز الفلسطينيين تشكيل درعٍ لجنودها، هكذا لا يموت أي صهيوني وبأي طريقةٍ كانت، والذي يموت هو من الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، هنا لا ضررٌ ولا ضرار بالنسبة إلى الصهيوني. يعرف عمر وإخوته والشبان من قبله وبعده الأمر جيداً، ويفهمونه، لذلك كانت جملة عمر الشهيرة إبان إضراب الأسرى المستمر منذ أكثر من خمسين يوماً: أرفض أن أكون سجّاناً لأبناء شعبي وهم أسرى حق وحرية.