«بهدوء، تبني إسرائيل علاقات مع مجموعات المعارضة السورية المعتدلة العاملة قرب الخطّ الدولي الفاصل بين الحدود الإسرائيلية ـ السورية، من خلال توفير الرعاية الصحّية للمقاتلين المعارضين وتزويدهم بمعدّات مجهولة، كما أنها تحصل منهم في الوقت نفسه على معلومات استخبارية قيّمة حول نشاطات جيش (الرئيس السوري) بشار الأسد ومقاتلي المجموعات المتطرفة داخل الأراضي السورية». هكذا بدأ مقال الصحافي كولوم لينش في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، الذي تناول ظاهرة توطّد العلاقات بين مقاتلي «المعارضة المعتدلة» والجنود الإسرائيليين على الحدود.
لينش، وهو كبير مراسلي المجلة للشؤون الدبلوماسية، يذكّر بما ورد أخيراً في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «نقل المعارضة السورية عشرات المقاتلين إلى إسرائيل، حيث تلقّوا العلاج في عيادات ميدانية ثم أعيدوا الى سوريا وبعضهم رجع الى ميادين القتال». تقرير بان يؤكد أن «عناصر مراقبة الحدود من القبّعات الزرقاء التابعين للأمم المتحدة شاهدوا حوالى ٨٩ جريحاً يعبرون الحدود السورية ليستقبلهم جنود في الجيش الإسرائيلي، الذي أعاد ٢١ شخصاً الى المعارضة المسلّحة بعد تطبيبهم». «في بعض الأحيان، سجّل المراقبون الدوليون تسليم جنود إسرائيليين مقاتلي المعارضة السورية صندوقين»، من دون معرفة ما كان فيهما.
وفي مقابلة مع كاتب المقال، يشير متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنير، الى أنّ «المساعدة التي يقدّمها الجيش الإسرائيلي للسوريين هي طبية ـ إنسانية بحت». ويكشف أنّ «الحكومة الإسرائيلية قدّمت المعونة الطبّية إلى أكثر من ألف سوري خلال الـ ١٤ شهراً الماضية». «هناك اتفاق ضمني بيننا وبين السوريين على الحدود، في ما يخصّ تنبيه الجنود الإسرائيليين بأنهم سينقلون إلينا جرحى من جانبهم»، يضيف.
إيهود ياعري، من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، يضيف أنّ العدد الأكبر من المطبّبين في إسرائيل هم من المقاتلين، بينما عدد المدنيين ضئيل بسبب فرار المواطنين من تلك المناطق. ويردف أنّه «ليس من الخطأ اعتبار أن هناك نوعا من التنسيق الجاري (بين الجيش الإسرائيلي) وقوات المعارضة المسلحة على الأرض» نظراً لكثافة حركة نقل الجرحى بين الطرفين.
«الولايات المتحدة والسعودية والاردن وإسرائيل نقلت مساعداتها إلى مقاتلي المعارضة السورية المحلية، من بينها الجبهة الجنوبية المشكّلة حديثاً، لأنهم يعدونها أقلّ تطرفاً من جبهة النصرة أو داعش»، يشير المقال، لكنه يذكّر بأن قوات الأمم المتحدة هناك تعرّضت أكثر من مرّة لاستهداف من قبل مجموعات معارضة، إضافة الى اختطاف ٢١ عنصراً من بينهم، في آذار ٢٠١٣.
(الأخبار)