غزة | بعد أيام من زيارة وفد رفيع من المسؤولين والضبّاط المصريين لدولة الاحتلال، وصل وفدان مصريان، أمس، إلى قطاع غزة، أحدهما فنّي - قَدِم من خلال معبر رفح - لمتابعة عمليات البناء في التجمّعات السكنية التي تشيّدها مصر؛ والثاني أمني - دخل عبر معبر بيت حانون - إيرز - سيلتقي قيادة حركة «حماس» للتباحث معها في سبل تثبيت التهدئة، وإبلاغها بتسريع وتيرة إعادة الإعمار، وبما آلت إليه الجهود الجارية لتحسين الأوضاع في القطاع. وعلى مدار الأسابيع الماضية، واصلت السلطات المصرية إدخال مواد البناء الخاصة بمشاريعها في غزة، تزامناً مع الإعلان عن بناء محطّة توليد كهربائية في مدينة العريش المصرية القريبة من القطاع، وعن تسهيلات في حركة السفر عبر معبر رفح البري. وبحسب مصادر في «حماس» تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن المصريين أكدوا للحركة استمرار العمل على إنفاذ التسهيلات الاقتصادية لمصلحة غزة، بما في ذلك بناء مدينة صناعية قرب حدود القطاع، ومحطّة التوليد التي ستغذّيه بكمّية كهرباء مضاعَفة عن ما كان يتلقّاه من مصر قبل عام 2015، الأمر الذي يُفترض أن يؤدّي إلى تحسّن ملحوظ في وضع الكهرباء فيه. أمّا الوفد الأمني، والذي يضمّ شخصيات من جهاز المخابرات العامّة المصرية، فنفت المصادر «الحمساوية» أن تكون في جعبته أيّ تطورات بخصوص تبادل الأسرى، مؤكدةً أن الاحتلال ما زال متعنّتاً في هذه القضية، ولا يرغب في دفع الثمن المطلوب مقابل جنوده الأربعة الأسرى لدى المقاومة.
منذ بداية الشهر الجاري، تصل بشكل يومي شاحنات مصرية إلى شمال غزة

وبالعودة إلى الوفد الهندسي، الذي سيمكث في غزة لعدّة أيام، فهو سيزور مواقع البناء شمال القطاع، كما سيطّلع على تطوّرات العمل على تعبيد شارع الرشيد وتطويره، وبدء بناء المدن المصرية الثلاث بعد تسوية الأرض وتجهيز القواعد، فيما يُتوقّع أن يتمّ تسريع عمليات الإعمار، وفقاً لتعليمات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أخيراً. ومنذ بداية الشهر الجاري، تصل بشكل يومي شاحنات مصرية إلى شمال غزة، مُحمّلة بمواد بناء لمصلحة المشاريع المصرية، يُرجَّح أن تزداد كمّيتها خلال الفترة المقبلة، بحسب ما نقلته المصادر نفسها لـ«الأخبار». وكانت وزارة الكهرباء والطاقة المتجدّدة المصرية أعلنت بدء تنفيذ مشروع نقل وحدتَي توليد كهرباء إلى محطّة كهرباء العريش في الأول من شباط المقبل، للقضاء نهائيّاً على انقطاعات التيار في شمال سيناء، وتوفير القدرات الكهربية لمشروعات التنمية الجاري تنفيذها في المحافظة حالياً، الأمر الذي سيؤدّي بالتالي إلى إعادة تشغيل خطّ الكهرباء الواصل إلى غزة، وزيادة قدرته من 23 ميغا إلى الضِّعف، وفق وعود مصرية سابقة.
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلّية فلسطينية، صباح أمس، بوفاة عامل مصري جرّاء تعرُّضه لصعقة كهربائية شمال القطاع، وهو أحد الذين دخلوا غزة بعد معركة «سيف القدس» للمشاركة في مشاريع الإعمار المصرية. ونعت «لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة» العامل المتوفّى، وأعلنت احتسابه ضمن شهداء الشعب الفلسطيني.