غزة | يستعدّ رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لطلب المساعدة المصرية في منْع انهيار السلطة، في ظلّ واقعٍ اقتصادي وشعبي خانق يتكوّن ضدّها في الضفة الغربية المحتلة. ومن المتوقّع أن يتطرّق عباس إلى هذه المسألة خلال زيارته مصر، حيث سيلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش «منتدى شباب العالم» بنسخته الرابعة. وأعلن سفير فلسطين لدى مصر، دياب اللوح، أن «عباس وصل أمس إلى مدينة شرم الشيخ، في زيارة لمصر تستغرق يومين، تلبية لدعوة من السيسي»، لافتاً إلى أن لقاءه بالأخير «سيبحث آخر المستجدّات على الساحة الفلسطينية، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وإنهاء الاحتلال، كما سيبحث الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وإعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، في أيار الماضي».وبحسب ما علمت «الأخبار» من مصادر في السلطة، فإن زيارة عباس تهدف إلى وضع السيسي في صورة نتائج اللقاء الأخير الذي عقده مع وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس. كما أنها تُساوِق رغبة عباس في تحسين علاقته بالمصريين، واستعادة دور السلطة في ما يتعلّق بأيّ تفاهمات تخصّ قطاع غزة. كذلك، سيطلب «أبو مازن» من الرئيس المصري، تقديم دعمٍ لمصلحة السلطة لمنْع انهيارها، في ضوء تفاقُم الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها، إضافة إلى الضغط على حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، لوقف نشاطاتهما في الضفة، والتي تؤثّر سلباً على مكانة السلطة، في ظلّ استمرار الحملات الإعلامية ضدّ الأخيرة.
تهدف زيارة عباس إلى وضع السيسي في صورة نتائج اللقاء الأخير الذي عقده مع غانتس


في هذا الوقت، تقرَّر تأجيل جلسة المجلس المركزي لـ«منظمة التحرير»، والتي كانت مقرّرة في الـ20 من الشهر الحالي، بحسب ما أفاد به عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، واصل أبو يوسف. ويأتي ذلك، وفق المعلَن، على خلفية ما يفرضه برنامج الزيارات الخارجية لعباس. إلّا أن مصادر مطّلعة كشفت، لـ«الأخبار»، أن «السبب الرئيس لتأجيل الجلسة مرتبط بخلافات بين حركة فتح، وفصائل منظّمة التحرير في غزّة وسوريا، وخصوصاً الجبهتَين (الشعبية والديموقراطية)، بعد رفض الفصائل التوجيهات الأخيرة لعباس ونيّتها طرح قرارات جديدة مخالفة لرؤية فتح خلال الفترة الحالية». وطلبت «فتح» من الفصائل الإحجام عن إبداء معارضتها لسياسات عباس، خصوصاً خلال جلسة المجلس المركزي لـ«منظمة التحرير»، مقابل عودة المخصّصات المالية التي تمّ قطعها عنها، قبل عدّة سنوات. إلّا أن «الشعبية» و«الديموقراطية» رفضتا العرض، ودعتا الحركة إلى تعديل سياساتها، بما يتوافق مع توجّهات أبناء الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، التي ترسّخت بعد معركة «سيف القدس»، في أيار الماضي.

اعتقال قاتل البطش
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أمس، اعتقال متورِّط في عملية اغتيال القيادي في «كتائب القسام» - الجناح العسكري لحركة «حماس» -، فادي البطش، في ماليزيا، في نيسان 2018. وأوضح المتحدث باسم الوزارة، إياد البزم، في بيان، أنه «من خلال التحقيقات الجارية لدى جهاز الأمن الداخلي، اعترف أحد الموقوفين بتورّطه بالعملية، بتكليف من جهاز الموساد، فيما يجري استكمال التحقيقات في القضية مع الموقوف». ووُجد البطش مقتولاً فجر 21 نيسان 2018، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وذلك أثناء ذهابه لصلاة الفجر في المسجد، في الوقت الذي اتّهمت فيه مصادر عبرية، القيادي «الحمساوي» بالضلوع في تطوير المعدّات القتالية للحركة.
وبحسب مصادر أمنية فلسطينية تحدثت إلى «الأخبار»، «فقد جرت عملية الاعتقال في قطاع غزة، بعد مراقبة أحد الأشخاص العائدين من الخارج، حيث تبيّن خلال الفحص تلقّي هذا الشخص اتّصالات من جهات معادية، اتّضح من خلال الفحص، أنّها مرتبطة باستخبارات الاحتلال». وكشفت المصادر أن العميل الذي تمّ اعتقاله، دخَل قطاع غزة قبل أشهر لزيارة أهله، وتمّت مراقبته وإلقاء القبض عليه، حيث اعترف خلال التحقيقات بأنه نفّذ مع شخص آخر عملية اغتيال الشهيد البطش.