بعد يوم دام شهدته مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين، نجا على إثره العراق بأكمله من تفجّر حرب أهلية جديدة، قُتل 7 عراقيين رمياً بالرصاص أمس في المدينة نفسها على أيدي مجهولين يرتدون زي القوات الخاصة حسب مصادر أمنية وطبية، فيما استمرت أعمال العنف الساعية إلى خلق فتنة طائفية داخل المدينة.
وقال مصدر أمني مسؤول إن «مسلحين يرتدون زياً أخضر مثل الذي ترتديه القوات الخاصة (قوات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية) قتلوا ستة مدنيين في حي صلاح الدين بأطراف سامراء وواحداً في الخضراء (جنوب شرق سامراء)»، مضيفاً: «لم تتبين دوافع الحادث، ولا الجهة التي تقف وراءه».
كذلك أفاد مصدر أمني أمس، بتفجير دائرة الوقف السني في قضاء سامراء، وقال إن «مسلحين مجهولين قاموا بتلغيم دائرة الوقف السني في قضاء سامراء بعبوات ناسفة»، مضيفاً أن «دائرة الوقف السني دُمرت»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
من جهته، طالب رئيس مجلس ثوار العشائر في محافظة الأنبار علي حاتم السليمان، زعماء الكتل السياسية في العراق بالاستعجال في استبدال رئيس الحكومة نوري المالكي، وإلا فستكون الأنبار محرقة».

قُتل 15 «داعشياً»
في اشتباكات في مناطق متفرقة من الموصل

وقال السليمان (وهو أمير قبائل الدليم العراقية)، إن «مشكلة الأنبار أصبحت عقيمة، وعلى زعماء الكتل السياسية الاستعجال باستبدال المالكي، وإلا فستكون الأنبار محرقة إذا عاد المالكي مرة أخرى إلى السلطة»، مضيفاً أن «العشائر لن تتفاهم مع المالكي ما لم يسحب قوات الجيش من المحافظة، وسبق أن نصحنا شيوخ العشائر قبل السياسيين بأن المالكي ليس صادقاً مع أهل الأنبار في إنهاء أزمتها».
ومضى قائلاً: «المالكي حتى اليوم لم يستوعب حجم الدمار الذي أصبح فيه العراق بصفة عامة، ومحافظة الأنبار على وجه الخصوص».
كذلك أشار السليمان إلى أنه «منذ بداية الأمر، طرحنا على الحكومة الجلوس إلى طاولة الحوار لقتال «داعش» معاً، ولم تلتفت إلينا»، موضحاً أنه «لن نقبل بأن يملي المالكي علينا شروطه».
وقال: «لن نعترف بالمؤتمر الوطني الذي دعا إليه المالكي، فأكثر من مبادرة طرحناها لكن لم يستجيبوا»، لافتاً إلى أن «المشكلة لن تنتهي بالأنبار ما لم تسحب قوات الجيش منها».
في غضون ذلك، رجحت قيادة عمليات دجلة أمس، اعتقال زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، أو قتله، في وقت قريب، ولا سيما بعد تمكنها من رصد تحركاته وتحديد هويته ووجوده في المناطق الممتدة بين ناحية العظيم وجبال حمرين.
وقال قائد عمليات دجلة، الفريق الركن عبد الأمير محمد رضا الزيدي، إن «وحدات عسكرية خاصة تلاحق زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام أبو بكر البغدادي، بعد الحصول على معلومات عن وجوده في المناطق الممتدة بين ناحية العظيم وجبال حمرين، بين كركوك وصلاح الدين وديالى»، مشيراً إلى أن «البغدادي كان قبل أسبوع في مناطق حزام بغداد، لكنه فرّ منها نتيجة الضغط الأمني، إلى تكريت، (170 كم شمالي العاصمة)، واستقر في حي القادسية، وعقد عدة اجتماعات مع قادة «داعش» أبلغهم خلالها بضرورة التهدئة داخل المدينة، وتنفيذ هجمات في محيط محافظة صلاح الدين وطرقها الرئيسية، للتمويه بأن الوضع مستتب فيها ومتدهور خارجها».
ولم يشأ القائد العسكري العراقي، الكشف عن هوية زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، مكتفياً بتأكيد أن «شخصيته معروفة للأجهزة الأمنية التي تلاحقه بنحو حثيث للإيقاع به قريباً».
إلى ذلك أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى أمس، بأن 15 مسلحاً من عناصر «داعش» قتلوا باشتباكات مع الجيش في مناطق متفرقة من الموصل، (405 كم شمال بغداد).
(الأخبار، الأناضول)