بدت اسرائيل وكأنها حزمت امرها، وقررت عدم الرهان بالمطلق على الحصان التركي الخاسر. كلام وزير الامن الاسرائيلي، موشيه يعلون، واتهاماته انقرة بانها تؤيد الارهاب وتدعم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، تثير تساؤلات حول إن كانت المسألة تتعلق ببدء طلاق لارجعي بين الجانبين، او انها في سياق الضغوط القاسية جدا باتجاه انقرة، حول الشروط والشروط المقابلة، للمصالحة بين الجانبين.وإضافة الى اتهام انقرة بدعم الارهاب و"داعش"، كشفت وسائل الاعلام العبرية امس، توجه اسرائيل الى اليونان، الخصم اللدود لتركيا، لعقد تحالفات معها الى جانب قبرص، لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل تشمل ايضا جوانب امنية وسياسية واسعة جدا.
في هذا الاطار، ذكرت انباء تل ابيب عن تحرك اسرائيلي يوناني مشترك، من شأنه اغضاب الاتراك واثارة خشيتهم، ومن بينها عقد جلسة مشتركة للحكومة الاسرائيلية والحكومة اليونانية، بكامل اعضائهما في القدس المحتلة، برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس.
وسائل الاعلام العبرية اشارت امس الى ان الجلسة المشتركة بين الجانبين، شهدت مراسم توقيع العديد من الاتفاقيات الرامية الى تعزيز التعاون البيني في مختلف المجالات، الامنية والسياسية والاقتصادية، وايضا مكافحة الارهاب، مضيفة ان نتنياهو وتسيبراس سيتوجهان غدا الى نيقوسيا، للمشاركة في قمة ثلاثية الى جانب الرئيس القبرصي، نيكوس اناستاسيادس، قد تشهد اعلان مشترك حول ائتلاف للتعاون بما يرتبط بالمصالح المشتركة للاطراف الثلاثة.
وذكر موقع صحيفة "معاريف" امس أن الاتصالات الاسرائيلية مع الجانب اليوناني لم تتوقف في الفترة الاخيرة، برغم التحسن في الاتصالات التي كانت جارية في الموازاة مع الجانب التركي. واشار الموقع الى انه سجل في الاشهر الاخيرة تقارب كبير جداً بين نتنياهو ونظيره اليوناني، وجلسة اليوم في القدس هي الثالثة بين الجانبين في هذه الفترة. وفصلت الصحيفة حول الاتفاقات التي جرى توقيعها في جلسة القدس المشتركة بين الحكومتين، واشارت الى انها شملت التعاون في شؤون السياسة الخارجية والامن والاقتصاد والطاقة والبيئة والسياحة والنقل البحري والاتصالات.
وكانت القناة العاشرة الاسرائيلية، اشارت بصورة غير مباشرة، الى الاسباب التي دفعت تل ابيب الى «المقاربة الفجة» اخيرا مع أنقرة، بما يفهم انها نوع من شد حبال بين الجانبين، وضغط اسرائيلي قاس على تركيا لتحقيق شروطها في اتفاق المصالحة التي بدأت تتبلور في الاونة الاخيرة.
بحسب القناة، توصل الطرفان الى اتفاق شفهي على تطبيع العلاقات، مشيرة الى ان الاسبوع المقبل سينعقد اجتماع بين الدولتين لبحث الاتفاق الخطي الذي قد يفضي الى اسئتناف العلاقات بين الجانبين، «الا ان الأتراك قدموا طلبا جديدا واشكاليا جدا بالنسبة لاسرائيل، يتعلق برفع الحصار عن قطاع غزة».
وتشير القناة الى ان اسرائيل نقلت الى تركيا مسودة خطية حول أسس الإتفاق من وجهة نظرها، فيما الأتراك لم يردوا بعد عليها، ومن المتوقع أن يعطوا ردهم في الإجتماع الذي سيُعقد الأسبوع المقبل. ولفتت القناة الى ان "الطلب التركي برفع الحصار عن غزة، هو طلب تحدث عنه الأتراك علنا عدة مرات، لكنهم لم يطرحوه في اللقاءات السابقة. ما يعني ان إسرائيل ستكون مضطرة لإيجاد صيغة تمنح الأتراك شعورا بأنهم حصلوا على مطلبهم، بموضوع الحصار».