غزة | بعد إتمام «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مناورتها العسكرية «درع القدس»، والتي ظهّرت نيّتها تنفيذ عمليات أَسر جديدة لجنود الاحتلال، تستعدّ فصائل المقاومة الفلسطينيّة، المنضوية في غرفة العمليّات المشتركة، لتنفيذ مناورة موسّعة في قطاع غزة، خلال الأيّام المقبلة. وبحسب مصادر فصائليّة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الفصائل ستنفّذ، مجتمعةً، مناورة ذات أهداف هجوميّة ودفاعيّة، في مختلف مناطق القطاع، تُشْبه مناورة «الرّكن الشديد» التي أجرتها المقاومة العام الماضي، وأقرّتها على أساسٍ سنوي، لقياس جاهزيّتها للمواجهات العسكرية مع العدو. إلّا أن التدريب الجديد يحمل، أيضاً، رسائل أخرى، أهمّها سلامة قدرات المقاومة ما بعد معركة «سيف القدس»، واكتمال استعداداتها للدخول في أيّ جولة جديدة، فضلاً عن بقائها على تعهّدها بحماية مدينة القدس.ولن تقتصر المناورة الموسّعة على الأنشطة البرّية، بل ستتخلّلها، كذلك، أخرى بحرية وجوّية، فيما من المتوقّع أن تشارك فيها قرابة 10 أجنحة عسكرية تابعة لفصائل المقاومة، أبرزها «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، و«سرايا القدس» الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، و«كتائب أبو علي مصطفى» التابعة لـ«الجبهة الشعبية»، و«ألوية الناصر صلاح الدين»، و«كتائب المقاومة الوطنية» الجناح العسكري لـ«الجبهة الديموقراطية»، بالإضافة إلى فصائل تابعة لحركة «فتح» في غزة. وستشمل التدريبات انتشاراً واسعاً لعناصر المقاومة والأجهزة الأمنية، وحركةً نشِطة لمركبات الإسعاف والدفاع المدني والأمن والشرطة على امتداد القطاع، بينما سيتمّ استعراض تكتيكات عسكرية دفاعية وهجومية.
أفادت مصادر عبرية باعتقال ثلاثة شبّان فلسطينيّين اجتازوا الجدار الحدودي مع غزة


وكانت «كتائب القسام» قد أنهت، مساء الخميس، مناورة «درع القدس»، وبثّت صوراً ومقاطع مصوّرة لها، أظهرت، مجدّداً، نيّتها زيادة عدد الجنود الإسرائيليّين الأسرى لديها، في ظلّ تعثّر التوصّل إلى صفقة تبادل جديدة، تشمل الجنود الأربعة الذين بحوزتها. وحملت المناورة الجديدة محاكاة لعمليات عسكرية ضدّ مواقع لجيش الاحتلال، الأمر الذي يُشير إلى قدرة المقاومة على تجاوز الجدار الأرضي الذي بناه العدو على حدود قطاع غزة. وفي هذا السياق، وفي إشارة في الاتجاه نفسه، أفادت مصادر عبرية بأن قوّة من جيش العدو اعتقلت، أمس، ثلاثة شبّان فلسطينيّين، بعدما اجتازوا الجدار الحدودي جنوب القطاع وشماله، ونقلتهم إلى التحقيق، لافتة إلى أنه عُثِر بحوزة أحدهم على سكّين.
ويأتي هذا الحادث بعد يوم من إعلان جهاز الأمن العام الإسرائيلي، «الشاباك»، اعتقال فلسطينيَّين، بتهمة التجسّس على مواقع بطاريات القبّة الحديدية، لصالح حركة «حماس». وذكر «الشاباك»، في بيان، أنه «ضمن نشاط مشترك للشاباك والشرطة، تمّ اعتقال فلسطيني من غزّة يحمل تصريح عمل تجاري في الداخل المحتل، وفلسطيني آخر يحمل هوية إسرائيلية، وله عائلة في غزّة»، وذلك «بسبب تشغيلهم من قِبَل حركة حماس، للتجسّس لصالحها على بطاريات القبّة الحديدية ومواقع الجيش، وجمْع معلومات وتصوير تجمّعات الجنود في محطّة الحافلات في عسقلان»، وفق ادّعاء «الشاباك».