غزة | بعدما بعثت حركة «حماس»، عبر الوسيط المصري، برسائل سياسية عديدة، هدفها تصعيد الضغوط على الاحتلال لحمْله على إمضاء صفقة جديدة لتبادل الأسرى بشروط المقاومة، جدّد الجناح العسكري للحركة، «كتائب القسام»، من خلال بدئه أمس في قطاع غزة مناورات عسكريّة ميدانية أُطلق عليها اسم «درع القدس»، تأكيد نيّته تنفيذ عمليات أسر جديدة لجنود العدو، خلال الفترة المقبلة. وأعلنت الكتائب، في بيان، أن هذه المناورات، التي تستهدف رفع الجهوزية القتالية، تُحاكي مختلف أشكال العمليّات، مُنبّهة إلى أنه قد تُسمع في بعض المناطق أصوات انفجارات وإطلاق نار.من جهتها، كشفت مصادر فلسطينيّة، لـ«الأخبار»، أن التدريبات تأتي بقرار من قيادة «القسام»، في وقت تتعنّت فيه دولة الاحتلال في الملفّات المتعلّقة بقطاع غزة، وخصوصاً منها ملفّ الجنود الأسرى، والذي تتعمّد إسرائيل تأخير أيّ تقدّم فيه. وفي هذا الإطار، تُشير المناورات، بشكل واضح، بحسب المصادر، إلى تطوّر في استعدادات الكتائب لتنفيذ عمليات أسر إضافية، تطبيقاً لقرار اتُّخذ بالفعل من قِبَل القيادة العسكرية، في ضوء إصرار العدوّ على المماطلة. كذلك، تحمل التدريبات رسالة إلى الوسطاء الذين يجارون إسرائيل في تسويفها عملية إعادة إعمار القطاع وتحسين وضعه الاقتصادي، بأن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً على الطاولة، في ظلّ التباطؤ المتعمّد، والذي يستهدف الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة.
أوصى القادة الأمنيّون الإسرائيليّون بإبرام صفقة تبادل مع «حماس»


ولعلّ ما يؤكّد تلك الدّلالات، هو أنه خلافاً لمناورات الاحتلال الأخيرة التي أخذت طابعاً دفاعياً، تحمل تدريبات «القسام» الجديدة طابعاً هجومياً، ما يُشير إلى التوجّهات العسكرية المستقبليّة للحركة، واستعدادها لجولات جديدة من الصراع مع العدو. وتُعدّ «درع القدس» الأولى من نوعها بعد معركة «سيف القدس»، حيث ترغب من خلالها «الكتائب» في إظهار قدرتها على تجاوز آثار المعركة، وجهوزيّتها لأيّ مواجهة قادمة. وتتزامن المناورات مع كشف موقع «واللا» العبري عن توصية تَقدّم بها عدد من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية إلى الحكومة، مفادها ضرورة استغلال حالة الهدوء النسبي في غزة، لإتمام صفقة تبادل أسرى مع «حماس». وأعرب القادة الإسرائيليّون عن خشيتهم من تدهور الأوضاع الأمنية، وغياب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عن الساحة السياسية، وما قد يترتّب عليه من صراع حول السلطة، واضطرار حكومة الاحتلال للتفاوض مع «حماس» في ظروف أمنيّة حسّاسة وصعبة، ما قد يُفسَّر على أنه خضوع لإملاءات الحركة. وتُشير التوصية إلى إمكانية قبول «حماس» بثمن «معقول» في ظلّ الضغوطات التي تتعرّض لها، والحالة الاقتصادية السيّئة التي تعيشها غزة في هذه المرحلة.