غزة | بعد أيام من تهديد المقاومة الفلسطينية بالعودة إلى التصعيد جرّاء تباطؤ عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، وإخلاف المصريين بوعودهم تجاه القطاع، تنتظر الفصائل النتائج التي ستفضي إليها زيارة وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد، للقاهرة، ولقاؤه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره المصري سامح شكري، ليُبنى على الشيء مقتضاه. وسيسعى المصريون، خلال هذه المباحثات، إلى انتزاع موقف إسرائيلي يسهم في حلحلة الأوضاع، وامتصاص الغضب الذي تنامى أخيراً لدى الفصائل، وعبّرت عنه حركة «حماس» بصراحة ووضوح. ووفقاً لما علمته «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، فإن المقاومة ستتّخذ، بناءً على ما ستخلص إليه محادثات السيسي - لابيد، قراراً باستمرار برنامج التصعيد الذي أعلنته الأسبوع الماضي، أو العدول عنه ودراسة خيارات أخرى. وأضافت المصادر أن الفصائل تَتوقّع أن تُجري القاهرة اتصالات معها أيضاً، خلال الأيّام المقبلة، في محاولة لاحتواء الموقف، واستدراك التوتّر المنتَظر على حدود غزة.وعلى مرّ الأشهر الماضية، دأب المصريون على طمأنة فصائل المقاومة إلى أنهم سيعملون على تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع، وتسريع عملية إعادة إعمار ما دمّره العدو هناك خلال معركة أيار الماضي، مروّجين لوجود «موقف إيجابي» لدى دولة الاحتلال إزاء هذه الملفّات، إلّا أنهم عادوا وبعثوا بإشارات إلى بروز معارَضة إسرائيلية للوعود المصرية، ولذا، يسود الترقّب اليوم لما ستؤول إليه زيارة لابيد التي بدأت أمس، بعد وصوله إلى مطار القاهرة على متن طائرة خاصة. وفي هذا الإطار، أعلن الوزير الإسرائيلي أنه عرض على السيسي خطّته المتمثّلة في «الاقتصاد مقابل الأمن»، والخطوات التي يمكن حكومتَه اتّخاذُها إزاء غزة، مضيفاً أن الاجتماع ناقش، أيضاً، «عدداً من القضايا الأمنية، ومن بينها سعْي إيران للتحوّل إلى دولة ذات قدرات نووية عسكرية، والتعامل مع العوامل الإرهابية، وعدم الاستقرار في المنطقة». ومن جهتها، جدّدت وزارة الخارجية المصرية القول إن «مصر تُواصل جهودها لإعادة إعمار القطاع، ومنع التوتّر بين الجانبَين الفلسطيني والإسرائيلي».
تأخذ دولة الاحتلال تهديدات «حماس» الأخيرة على محمل الجدّ


وكان وزير الخارجية الإسرائيلي كتب، في تغريدة على «تويتر»، أن «تقوية العلاقات الإسرائيلية المصرية وتعميقها في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، مصلحة حيوية لدولة إسرائيل، سنُواصل العمل معاً لدفع المصالح المشتركة في الاستقرار الإقليمي»، فيما قالت وزارة خارجية الاحتلال إن «الزيارة تأتي كبادرة لتعزيز العلاقات»، كاشفةً أن لابيد سيعيد خلالها «بالتعاون مع سلطة الآثار الإسرائيلية، القطع الأثرية المصرية التي تمّ ضبطها في إسرائيل». وأشارت إلى أنه «من منظور سياسي - أمني، يُعتبر تعزيز العلاقات بين إسرائيل ومصر مصلحة مهمّة جدّاً» للأخيرة، مضيفة أن هذه الزيارة «استمرار مباشر للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية الرامية إلى استخدام المصالح المشتركة كرافعة للاستقرار الإقليمي». وسبق أن التقى الرئيس المصري، في أيلول الفائت، رئيس وزراء العدو نفتالي بينيت، في مدينة شرم الشيخ المصرية، بعد زيارة سابقة لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولتا، ورئيس جهاز «الشاباك» الجديد، رونين بار (كانت الأولى للأخير)، إلى القاهرة، حيث التقيا اللواء عباس كامل.
من جهتها، ذكرت مصادر صحافية عبرية أن زيارة لابيد للقاهرة تستهدف مناقشة جهود التهدئة في غزة، وإمكانات تطوير القطاع اقتصادياً، بالإضافة إلى ملفّ الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، فيما أُفيد بأن مدير المخابرات المصرية العامة، اللواء عباس كامل، سيزور إسرائيل، مرّة أخرى نهاية الشهر الجاري، لمتابعة الاتصالات حول صفقة التبادل. ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بدورها، إلى أن المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال تأخذ تهديدات «حماس» الأخيرة على محمل الجدّ، مؤكدة أن مسؤولي الجيش والأمن يرون أن كلمات الحركة «ليست عبثية».