يبدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، جولته الخليجيّة اليوم، حيث تسعى فرنسا إلى طرح نفسها كعامل استقرار وتوازن في مواجهة أزمات الشرق الأوسط، والحصول على عقود جديدة، لاسيّما تلك المتعلّقة بطائرات «رافال» في الإمارات.
وستستمرّ هذه الجولة السريعة لمدّة يومين، يصل ماكرون في بدايتها إلى دبي، قبل أن يتوجّه إلى قطر مساءً، ثمّ إلى مدينة جدّة في السعودية غداً.

وسيلتقي الرئيس الفرنسي مع كل من وليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وسيتمّ خلال الجولة بحث القضايا الاستراتيجية الأساسية في المنطقة، والتي تشمل مكافحة الإرهاب والتطرّف، وأزمة لبنان، والانتخابات في ليبيا، والنووي الإيراني وغيرها.

وأكّدت الإليزيه أنّ ماكرون ملتزم، منذ بدء ولايته الرئاسيّة عام 2017، بـ«المساهمة في استقرار المنطقة الممتدة من المتوسط حتى الخليج».

من جهته، يوضح أحد مستشاري ماكرون، أن فرنسا تقدّم نفسها «كقوّة توازن، من خلال تعزيز الحوار مع مختلف الفاعلين وبينهم، والالتزام بدورها كشريك أساسي وموثوق لبلدان المنطقة».

وقد يتطرّق الرئيس الفرنسي إلى الأزمة الديبلوماسية بين لبنان ودول خليجية، والتي دفعت السعودية، أخيراً، إلى وقف كل الواردات اللبنانية.

طائرات «رافال»
اعتبر المستشار الديبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، الثلاثاء، أنه في مواجهة الأزمات الإقليمية، فإن لدى بلدان مثل فرنسا دوراً لتؤدّيه، موضحاً أن مواقف البلديْن حول القضايا الاستراتيجية متقاربة جداً.

وبحسب قرقاش، فإنه سيتمّ «توقيع العديد من العقود في دبي»، من دون الكشف عن مضمونها.

كما قد يتم الإعلان عن طلب شراء عشرات الطائرات المقاتلة، من طراز «رافال» من قِبل الإمارات، والتي ستحلّ مكان 60 طائرة «ميراج 2000»، حصلت عليها الدولة الخليجية في نهاية التسعينات.

وتأتي الإمارات في المرتبة الخامسة من بين الزبائن الأكثر أهمية للصناعات الدفاعية الفرنسية، في الفترة الممتدة بين 2011 و2020، مع طلبات شراء بلغت قيمتها 4.7 مليارات يورو، بحسب تقرير تم تقديمه للبرلمان حول صادرات الأسلحة الفرنسية.

وكانت قطر قد اشترت 36 طائرة مقاتلة «رافال»، بينما اشترت مصر 24 طائرة عام 2015، و30 طائرة عام 2021.

ويرافق ماكرون وفد كبير من الوزراء ورجال الأعمال ومسؤولي شركات «إيرباص» و«ثاليس» و«إير ليكيد» و«اي دي أف».

لقاء وليّ العهد السعودي
يتوجه ماكرون بعد الإمارات إلى قطر، للقاء الأمير تميم بن حمد آل ثاني، قبل أن ينتقل السبت إلى جدة في المملكة العربية السعودية، لعقد «لقاء معمّق» مع وليّ العهد السعودي، بحسب الإليزيه.

وسيكون ماكرون من أوائل المسؤولين الغربيّين الذين يلتقون محمد بن سلمان، منذ الأزمة الديبلوماسية التي أعقبت مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصليّة بلاده في إسطنبول، في تشرين الأول 2018.

في الإطار، أكّدت الرئاسة الفرنسية أن «المملكة لاعب رئيسي في المنطقة»، مؤكّدة: «لا يمكننا تخيّل أن تكون لدينا سياسة طموحة في الشرق الأوسط، من دون حوار معمّق مع المملكة، التي تُعدّ الاقتصاد الرئيسي في المنطقة، والعضو في مجموعة العشرين».