غزة | نفت مصادر قيادية في حركة «حماس» أن تكون قد توصلت مع «فتح» إلى التوافق التام على التشكيلة النهائية لحكومة التكنوقراط التي من المقرر خروجها للنور اليوم ظهرا، وهو ما تنفيه الأخيرة، مؤكدة أن الساعة الواحدة ظهرا ستشهد ولادة الحكومة، بعدما حُسمت مواضع الخلاف، وهو ما يعني بقاء احتمال الإعلان عنها قائما مع نقيضه.
وقالت المصادر التي فضلت ألا يذكر اسمها، لـ«الأخبار»، إن المباحثات لا تزال جارية بغية التوصل إلى اتفاق حول التشكيلة الوزارية لحكومة الوحدة الوطنية، مؤكدة أن الأمور على حالها. يأتي هذا خلافا لما ورد على لسان القيادي في «فتح» عزام الأحمد، الذي صرح بأن الإعلان عن الحكومة سيكون اليوم، على أن يؤدي وزراء غزة القسم عبر «الفيديوكونفرنس». وأضافت المصادر نفسها أن ما ورد على لسان «الأحمد» تقديرات شخصية منه، «وليس هناك ما يدعونا إلى تأكيد أن الإعلان بات قريبا».
وبدأ الخلاف الأخير منذ إصرار الرئيس محمود عباس على بقاء وزير خارجية حكومة رام الله، رياض المالكي، وزيرا في الحقيبة نفسها ضمن الحكومة الجديدة، كما أعلن أنه بصدد خفض مستوى وزارتي الأوقاف والأسرى إلى هيئتين، وهو أمر اعترضت عليه «حماس» وتبعتها في ذلك فصائل أخرى وقادة من «فتح» نفسها.
وعقدت حكومة رام الله، جلستها الختامية أمس، برئاسة رامي الحمدالله، وذلك قبل 24 ساعة من الموعد المفترض لتأدية حكومة الوفاق برئاسة الحمدالله نفسه، اليمين الدستورية أمام عباس.
في غضون ذلك، قال رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين والقيادي في «حماس»، توفيق أبو نعيم، إن الخلاف مع «فتح» على وزارة الأسرى لا يزال قائما، «وخصوصا أن حماس متفاجئة من توجه عباس إلى تحويل الوزارة إلى هيئة في هذا الوقت بالذات، الذي يضرب فيه الأسرى عن الطعام». وكشف لـ«الأخبار»، أن وفد حركته للمصالحة برئاسة عضو المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، كان قد تشاور مع الأحمد، حول أربعة أسماء طرحتها «فتح» لتولي منصب وزارة الأسرى «لكن حماس اعترضت عليها وقدمت أسماء مختلفة». وقال أبو نعيم، وهو أسير محرر، «لا نعرف الدافع وراء تحويل هذه الوزارة تحديدا إلى هيئة... صحيح أن للرئيس أن يرى ما يشاء، لكن عندما تتعلق المسألة بالأسرى، فهذه قضية وطنية لا يمكن التساهل معها»، مشيرا إلى أن وجود وزارة للأسرى منذ سنوات كان «ثمرة رسالة من داخل السجون إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات، تطالبه بإقامة وزارة خاصة بالأسرى للحفاظ على حقوقهم وتضحياتهم». ويتقاطع مع هذا الكلام (الأخبار) مع تصريح مفوض الأسرى في «فتح» المحرَّر تيسير البرديني، حين قال في تصريح صحافي أمس، إن تحويل وزارة الأسرى إلى هيئة لم يطرح على منظمة التحرير رسميا بصفتها الجهة الرسمية المخولة بذلك. أما القيادي في «حماس»، وعضو وفدها للمصالحة، خليل الحية، فحذر، أمس، من أن إلغاء وزارة الأسرى، سيدفع نحو تأجيل حكومة الوفاق. في المقابل، عاد أبو نعيم ليلمح إلى أهمية الاستفادة من التجربة الجزائرية في إبقاء وزارة الأحرار حتى الآن، مختتما: «حتى لو كان هناك جدوى من خفض مستوى وزارة الأسرى إلى هيئة، يجب بحث القضية بعد ستة أشهر من تأليف الحكومة».
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن «المجتمع الدولي بأسره رحب وشجع الرئيس عباس على خطوته الكبيرة في إنجاز المصالحة».