غزة | تنتظر «وكالةَ غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» أزمةٌ مالية خانقة خلال الفترة المقبلة، في ضوء إخفاقها في الحصول على التمويل الكافي في مؤتمر بروكسل الذي اختُتم أمس، وتحصيلها تبرّعات بقيمة 38 مليون دولار فقط، من أصل 100 مليون كانت مستهدَفة، فيما لم تُقدَّم تعهّدات باستدامة الدعم المالي لها، ما يعني استمرار أزمتها لسنوات أخرى. وأكد المتحدث باسم الوكالة، سامي المشعشع، أن التعهّدات الجديدة لم تغطِّ العجز الواقع من الآن وحتّى نهاية عام 2021، والبالغة قيمته 100 مليون دولار، لافتاً إلى أن «الأونروا» تتابع كلّ دولة على حدة. وحذّر رئيس اللجان الشعبية في قطاع غزة، رجاء عمر، من جهته، من أن نتائج مؤتمر بروكسل تحمل تحدّياً كبيراً لـ«الأونروا»، إذ لم يتمّ التعهّد لها بأيّ استدامة مالية، سواءً للسنوات الثلاث المقبلة، أو لخطّة الخمس سنوات (2023 - 2028)، فيما حصلت الوكالة على 40% من احتياجاتها لعام 2022، ما سيشكّل تحدّياً آخر من أجل توفير رواتب الموظّفين مستقبلاً. واعتبرت دائرة وكالة الغوث في «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، بدورها، أن «النتائج التي توصّل إليها مؤتمر الدول المانحة بحاجة إلى المتابعة، خصوصاً بعدما أعلنت ثماني دول عن تبرّعٍ زاد عن 614 مليون دولار للسنوات المقبلة (أي من سنتَين إلى خمس سنوات)».
بالنظر إلى المعطيات الأخيرة، فإن عام 2022 سيكون صعباً على اللاجئين

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رأى أن «التعهّد من قِبَل بعض الدول بتقديم مساهمات مالية، لسنتين أو أكثر، يشكّل نقطة البداية في رحلة التمويل المستدام، الذي كان واحداً مِن أهداف المؤتمر، خصوصاً إذا ما أُضيفت التعهّدات الجديدة إلى تعهّدات سابقة، كانت الأونروا قد حصلت عليها، وفقاً لاتفاقيات ثنائية». وأضاف أن «النتيجة ستكون ضمان الحصول على 40% من احتياجات ميزانية الوكالة، لعام 2022، كما أشارت الأونروا». لكن بالنظر إلى المعطيات الأخيرة، فإن عام 2022 سيكون صعباً على اللاجئين، ولا سيّما أنّ هناك خطراً جدّياً لا يزال يتهدّد «الأونروا»، التي تحتاج ميزانيّتها العادية إلى نحو 850 مليون دولار، وأكثر من 400 مليون دولار لميزانيّتَي الطوارئ والمشاريع، وهو أمر لا يبدو أن الوكالة قادرة على توفيره قريباً، خصوصاً في ظلّ مواصلة الثنائي الأميركي والإسرائيلي استهدافها، والتحريض العلني للدول المانحة على وقف أو تخفيض تمويلها. مع ذلك، علّق نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني بشر الحصاونة، آمالاً على مؤتمر بروكسل، بعد «حملة تصفية سياسية» تعرّضت لها «الأونروا»، معتبراً أن انعقاد المؤتمر بمشاركة نحو 60 دولة ومنظّمة، وبرئاسة مشتركة بين الأردن والسويد، هو «جهد لضمان الحشد الدعمَ للوكالة لسنوات متعدّدة».