القاهرة ـ الأخبارلم ينتظر المشير عبد الفتاح السيسي تنصيبه رسمياً رئيساً لمصر حتى باشر تشكيل فريق عمله الحاكم. السيسي، الذي دعا إلى تكاتف المصريين مع الحكم القادم لإنقاذ البلاد من الأوضاع التي وصلت إليها بعد ثورتي «25 يناير» و«30 يونيو»، بدأ اتصالاته لرسم ملامح فريق عمله «الإنقاذي». وكان اللافت أمس تهنئة الكرملين للمشير حتى قبل إعلان النتائج الرسمية.

وعلمت «الأخبار» من مصادر مقربة من المشير أن الأخير سيبقي على إبراهيم محلب في رئاسة الحكومة، مع إجراء تعديلات على الحكومة الحالية، بينها تعيين 5 سيدات في الحكومة الجديدة.
وفي أول تصريح له عقب فوزه بالإنتخابات، قال السيسي إن «مصر لن تعود إلى الوراء»، معلناً مد يده إلى الجميع بعيداً عن الصراعات والخلافات، واعتزامه العمل على تهدئة الشباب واحتوائهم خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه «لا إقصاء لأحد، فأيدينا مفتوحة للجميع لبناء الوطن».
وأضاف السيسي في تصريح لـ«الجريدة الكويتية»، أنه ينتظر إعلان النتائج رسمياً ليبدأ العمل فوراً، مضيفاً: «سنختار مقاتلين لتحقيق أولوياتنا في الأمن والاستقرار». وكشفت المصادر أن المشير سيعين وزير الداخلية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، اللواء أحمد جمال الدين، في منصب مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن. وعن الدور الذي سيؤديه الرئيس المؤقت عدلي منصور، في المرحلة المقبلة، لفتت المصادر إلى وجود اتصالات مع المستشار لإقناعه بتولي منصب رئاسة مجلس الشعب المقبل. وكشفت المصادر أن منصور سيقوم قبيل ترك منصبه بتشكيل مجلس أعلى لموارد الدولة، مع تطبيق الضرائب بالنظام التصاعدي والشرائح للمرة الأولى في تاريخ مصر، وإقرار فرض الضرائب العينية على رجال الأعمال، وسيقرر أيضاً زيادة عدد المحافظات بعدد (5) محافظات جديدة. ويبدو أن فترة رئاسة المشير لن تهدّئ الأوضاع الأمنية في البلاد، وهو الذي وعد بأن يعمل أقصى جهده لإنهاء التفلت الأمني الذي تصاعد بعد ثورة «30 يونيو» مع توعد جماعة «أنصار بيت المقدس» الجهادية بمطاردة السيسي، وبخوض ما وصفته بـ«المعركة بين الكفر والإيمان».
وتوعدت الجماعة في تغريدة في حسابها على موقع «تويتر»، أمس، بـ«معارك فاصلة بينها وبين الرئيس المقبل»، وتساءلت: «هل سيكمل السيسي حتى يحكم مصر؟ وإذا حكم فهل سيستمر؟»، واختتمت التغريدة بـ«تصبحون على فاجعة في عقر داركم».

بوتين هنأ
السيسي بفوزه ووعده باستمرار التعاون

وتوعدت أيضاً رجال الشرطة والجيش بتفجيرات جديدة.
من جهة أخرى، هنأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السيسي بـ«التقدم الكاسح» الذي حققه في انتخابات الرئاسة المصرية.
ونقل بيان للكرملين أن الجانبين أعربا في اتصال هاتفي أمس بمبادرة من بوتين «عن ثقتهما بتواصل تقدم أواصر الصداقة الراسخة بين روسيا ومصر في المجالات كافة». من جانبه، أعرب السيسي عن «امتنانه» للرئيس الروسي على تهنئته، مؤكداً «استعداده للتعامل الوثيق معه في قضايا العلاقات الثنائية أو في القضايا الدولية على حد السواء».
بيان الكرملين قال أيضاً إن «الطرفين اتفقا على استمرار الاتصالات الكثيفة في ما بينهما وتبادل الزيارات على أعلى المستويات». بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن «فرنسا تتمنى له (السيسي) النجاح في إنجاز مهمته الكبيرة». وإذ لفت فابويس إلى أن الانتخابات «جرت بهدوء»، أضاف أن باريس «تشجع مصر على الدخول في عملية انتقالية سياسية نحو مؤسسات مدنية تحترم دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات العامة».
عربياً، بعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، رسالة تهنئة إلى السيسي، متمنياً له النجاح في مهمته.
من جهة ثانية، أعلنت بعثة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، المراقبة للانتخابات الرئاسية، أن العملية الانتخابية اتسمت بـ«التنظيم والشفافية وجرت في إطار من القانون». وقال رئيس البعثة، فيلكس موتاتي، في مؤتمر صحافي أمس قدم فيه تقرير المنظمة، إنهم «لم يرصدوا أيّ سلبيات في الانتخابات الرئاسية في مصر في تقريرهم النهائي». في سياق متصل، تبدأ اللجنة العامة حول الانتخابات الرئاسية اليوم الفصل في الطعون المقدمة بشأن قرارات اللجان العامة حول الانتخابات الرئاسية التي انتهت فترة تلقي الطعون بشأنها أمس.
وكانت حملة المرشح الرئاسي الخاسر، حمدين صباحي، قد تقدمت أمس بطعن بشأن التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية. وقال عضو اللجنة القانونية في حملة صباحي، حامد جبر، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، إن «الحملة ستتقدم بمذكرة لتجاوزات العملية الانتخابية المتعلقة بـ ٣ مسائل رئيسية، وهي امتناع بعض مراكز الشرطة عن عمل المحاضر التي تخص شكاوى المندوبين في مراكز الاقتراع المختلفة، ورصد الدعاية الانتخابية للمرشح المنافس عبد الفتاح السيسي أثناء سير العملية الانتخابية دون التعرض لها بالمنع، وأخيراً مد التصويت ليوم ثالث، المخالف للقانون». وحسب جبر، لن تشتمل المذكرة الاعتراض بشأن نتائج الفرز، وخاصة أن المرشح الرئاسي أقر بخسارته واحترم إرادة الشعب.
في سياق آخر، نفت وزارة الداخلية إضراب معتقلين داخل السجون عن الطعام، نافية في الوقت ذاته وجود معتقلين من الأساس داخل السجون. وقالت مصلحة السجون، في بيان أمس، إنه «لا يوجد أى معتقلين (سجناء سياسيين) في السجون». وكان مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، والمتحدث باسم حركة «معتقلي الحرية في سجون مصر»، هيثم أبو خليل، قد قال في تصريحات أمس لوكالة «الأناضول»، إن «أكثر من 20 ألف سجين، من معارضي السلطات الحالية، بدأوا صباح اليوم (أمس)، الموجة الثانية لإضرابهم عن الطعام، داخل السجون، لمدة أسبوع احتجاجاً على المعاملة السيئة».