الروس أثبتوا أنهم أصدقاء والتفاهمات تُصاغ بينهم وبين الأتراك
يُبدي الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد)، الذراع السياسية لـ«قسد»، رياض درار، إيجابية كبيرة في الحديث عن الحوار مع دمشق، نافياً وجود شروط مسبقة، ومؤكداً أن كلّ المسائل مطروحة على الطاولة، بما فيها تسليم حقول النفط للدولة السورية. ويرجّح درار، في حوار مع «الأخبار»، كفّة الأصدقاء الروس، لافتاً إلى أن التفاهمات بخصوص المنطقة الشرقية يجري ترتيبها بينهم وبين الأتراك

مع استمرار التحشيد التركي لشنّ عملية عسكرية إضافية في سوريا، يتواصل الحديث عن جولة حوار جديدة بين دمشق و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) برعاية موسكو، قد تفضي إلى حلول لمسائل كبرى، من بينها تسليم حقول النفط الأساسية، إضافة إلى مدن مِن مِثل الطبقة ومنبج، بشكل كامل للدولة السورية. في هذا الإطار، يؤكد الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد)، الذراع السياسية لـ«قسد»، رياض درار، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الأصدقاء الروس يمكن أن يلعبوا دور الوساطة في الحوار مع الحكومة السورية، من دون دعم جهة على حساب جهة أخرى»، لكنه ينفي حدوث أيّ حوار مباشر خلال الفترة الحالية مع دمشق بخصوص الملفّات السياسية، موضحاً أنه «يجري الحديث حالياً عن إمكانية الدفاع المشترك عن الوطن بين الدولة السورية وقسد، ضدّ أيّ عملية عدوانية تركية، لكونها ستهدّد التراب السوري».
ويشير درار إلى أن أوّل جلسة حوار مع الحكومة السورية كانت في آب من عام 2018، لكنّ الخلافات استمرّت مذّاك لأسباب عدّة، من بينها رفض «قسد» المشاركة في انتخابات الإدارة المحلية، قبل أن يتمّ العمل بـ«اللامركزية الفاعلة» في إدارة البلاد، والتي تعتمد من وجهة نظر الساسة الكرد، على تطوير قانون الإدارة المحلية المعمول حالياً به في سوريا. أمّا اليوم، فلا يجد درار مكاناً للحديث عن شروط مسبقة للحوار؛ فـ«طاولة الحوار هي التي تفرض الشروط» بحسب ما يقول، مشدّداً في الوقت عينه على أنه «لا يمكن الذهاب نحو حلول جذرية إن لم تكن هناك نيّة من كلّ الأطراف لإيجاد أرضية للحوار على أساس المصلحة الوطنية». وبخصوص مسألة تسليم «قسد» الحقول النفطية للحكومة السورية، يوضح درار أنه «لا يمكن الحديث عن تسليم وتسلّم»، نافياً وجود «تفاوض حول هذه النقطة حالياً»، لكنه يؤكد في الوقت ذاته إمكانية الدخول في حوار حول حقول النفط. فمن وجهة نظره، «ما يجب أن يكون، هو التوافق على ما تنتجه هذه الحقول وطريقة الاستفادة منها، وبالتالي تدخل الدولة لإدارة هذه الحقول، فهي دولة الشعب أولاً وأخيراً». ولا ينكر وجود عمليات توريد للنفط إلى كامل الأراضي السورية، بما فيها المناطق التي تسيطر عليها «المعارضة»، بهدف «تأمين النفقات المالية لقسد والإدارة المحلية»، من دفع للرواتب وتسلّح بمواجهة تنظيم «داعش»، خصوصاً أن الأراضي التي تسيطر عليها «الإدارة الذاتية» تضمّ خمسة ملايين نسمة.
مظلوم عبدي موجود على رأس عمله ومسألة تنحيته بأيدي رفاقه الذين اختاروه


وبالعودة إلى التهديدات التركية، يعتقد درار أن «الإدارة الأميركية لا ترغب في أيّ عملية عدوانية تركية جديدة في سوريا»، لكنه يؤكد أن الاتفاقيات الأساسية بخصوص المنطقة يجري ترتيبها بين موسكو وأنقرة، معتبراً أن الروس أثبتوا أنهم «أصدقاء للشعب السوري»، ولذا، يعوّل القادة الكرد على المواقف الروسية كثيراً في منع أيّ عدوان جديد. وردّاً على سؤال حول ما يعنيه تسيير دورية روسية قبل أسابيع انطلاقاً من ريف دير الزور الشمالي وصولاً إلى شرق الرقة عبر المرور بمنطقة أبو خشب، يجيب بأن «التفاهمات قد تُفضي إلى وجود روسي في مناطق ريف دير الزور الغربي الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات». وفي هذا الإطار، تبدي مصادر مطّلعة، في حديث إلى «الأخبار»، اعتقادها بأنه «إذا ما تمّ انتشار الروس في هذه المنطقة، فإن الهدف منه سيكون حماية خطوط الغاز التي تمرّ عبر البادية التي تربط أرياف المحافظات الشرقية الثلاث (دير الزور - الحسكة - الرقة) من الهجمات التي تتعرّض لها، كما أنه قد يفضي إلى استقرار أمني مستدام في المنطقة عموماً».
إلى ذلك، يصف رئيس «مجلس سورية الديمقراطية» الحديث عن تنحية القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، من منصبه من قِبَل حزب «العمّال الكردستاني»، بأنه «مضحكة»، ويقول إن «الكردستاني غير موجود في سوريا إلا من خلال مجموعة من العناصر الذين تطوّعوا للقتال ضدّ الأتراك في عفرين، وهو لا يتحكّم بقرار قسد كما يُشاع»، مشدداً على أن «عبدي موجود على رأس عمله، وأن مسألة تنحيته هي بأيدي رفاقه الذين اختاروه لهذه المهمّة».

الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»