القاهرة | سبّب نشر برنامج منسوب إلى المرشح ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي عبر الصفحة الإلكترونية الخاصة بحملته في إحداث حالة من البلبة أدت إلى حذفه بعد ساعات من النشر، فيما كان مبرر الحذف أنه «لم تجر استشارة قيادات الحملة من الصف الأولى التي تدير المسألة بشأن نشر البرنامج».
وعلمت «الأخبار» من مصادر أن «ملامح المستقبل» التي نشرت باعتبارها برنامجاً للمشير سربها أحد أعضاء الحملة مبكراً قبل مراجعة المشير لها شخصياً، ودون اتفاق مسبق مع المنسق العام السفير محمود كارم، ما جعل إدارة الموقع توقف النشر، ثم أغلقت الموقع نهائياً مع كل محتوياته، وهو الأمر الذي يتكرر للمرة الثانية في غضون أسابيع بعد أن افتتح الموقع بمعلومات وبيانات حذفت بعد ساعات من نشرها لاعتراض المشير عليها، لكن مراقبين يقولون إن هذه الخطوة كانت مقصودة في إطار المناورة، وهدفها جسّ نبض الأحزاب المصري.
وكان السيسي قد أشار إلى خوضه الانتخابات دون برنامج، وهو ما أثار الرأي العام، ولا سيما الشباب ورواد التواصل الاجتماعي، وهذا ما قد يفسر خطوة إدارة حملة المشير قبل أيام من الانتخابات المزمع إجراؤها يومي 26و27 أيار الجاري.
البرنامج الذي صدر واستطاعت «الأخبار» الحصول على نسخة من المبادئ الثلاثة الأولى له قبل الحذف شمل عدداً من المشاريع دون آليات تنفيذ واضحة أو جدول زمني محدد، كذلك وضعت الحملة شعار ثورة «25 يناير»؛ «عيش، حرية، عدالة إنسانية» ضمن أهدافها. وتطرق البرنامج أيضاً إلى النهوض اقتصادياً، ولا سيما عبر الطاقة الشمسية دون تحديد آليات التعامل معها أو الجدول الزمني ومصادر التمويل لكل الرؤى التي طرحت.وظهر أن واضعي البرنامج حرصوا على استخدام مصطلحات جذابة دون أن يتخللها رؤية لتنفيذها على أرض الواقع، ومنها إقامة 3 محافظات حدودية جديدة واحدة وسط سيناء وتُطِلُ على خليجي السويس والعقبة، واثنتين بجوار محافظة مرسى مطروح هما السلوم والعلمين. كذلك جاء مشروع نزع الألغام من حقولها المنتشرة في تلك المحافظات ضمن «رؤية تطبيق العدالة الاجتماعية».

السيسي
يحصد 94% من
أصوات المصريين المغتربين، مقابل 4% لصباحي
من جانبه، قال المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية أحمد سرحان، إن الرؤية التي طرحها المشير مطلب مهم «لأنها ستحدد خريطة الطريق للمستقبل السياسي المصري خلال السنوات الأربع القادمة»، لكنه انتقد غياب جدول زمني لتنفيذ الخطط الواردة في الرؤية التي أعلنتها حملة السيسي. وأوضح سرحان لـ«الأخبار» أنّ من المهم وجود خطط للتعدين والمزارع السمكية ضمن وقت محدد للتنفيذ، مع تحديد مصادر التمويل.
أما القيادي في حزب المؤتمر، وهو أحد الأحزاب الداعمة للسيسي منذ ترشحه، صلاح حسب الله، فعقب على الأزمة التي أثيرت قائلاً إن وقف الموقع لا يعني تراجع الحملة عن البرنامج الانتخابي، «فقد تكون مشكلة تقنية ستحل لاحقاً». وبشأن غياب الجدول الزمني وآليات التنفيذ قال لـ«الأخبار»: «من الصعب جداً أن يضع أي شخص روشتة علاج لمشكلات البلد كاملة»، مضيفاً: «نكتفي برؤية لكيفية تعاطي وتناول المرشح حلول القضايا دون مزيد من التفاصيل». وعبر حسب الله عن اطمئنانه إلى رؤية السيسي في إدارة البلاد، واصفاً إياها بـ«الواقعية والملامسة لأرض الواقع»، متابعاً: «تكاد هذه الرؤية تكون مكتملة وقادرة على حل المشكلات، لذلك لن نتوقف كثيراً عند البرنامج التفصيلي». وتتضمن الرؤية التي طرحت عبر الإنترنت مهمات منها: «القضاء على الفقر، والأمراض المزمنة، والعشوائيات، والاستخدام الرشيد لأصول الدولة وثرواتها».
على مقلب آخر، قال المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار شهاب وجيه إن الحزب سيدرس ما ظهر من برنامج السيسي «على أن يعلن موقفه الرسمي خلال يومين على الأكثر»، مرحباً في الوقت نفسه بظهور الملامح الرئيسية التي سيعتمد عليها المشير خلال مدة حكمه في حال فوزه، لكنه ذكر أن الأمور ستظل غير مكتملة الملامح حتى انتخاب برلمان جديد». مع ذلك يمكن تلمّس ملامح برنامج السيسي من خطاباته ولقاءاته الأخيرة، وهذا ما تراه عضو لجنة المرأة في الحملة الرسمية رانيا أبو العينين التي قالت إن ما صدر «هو رؤية المشير وليس برنامجاً انتخابياً، فهو لا يحتاج برنامجاً، ويكفي ما يقوله ويعلنه في لقاءاته وحواراته التي تمثل برنامجه الانتخابي»، مستدركة في تصريح صحافي: «السيسي خاض الانتخابات بناءً على مطالب شعبية رأت فيه القدرة على قيادة الشعب». في سياق آخر، لم يستبعد السيسي إمكانية تشكيل جيش عربي، قائلاً إن هذا «أمر ممكن». وأضاف في ثالث لقاء تلفزيوني له: «عندما يتعرض الأمن القومي العربي لتهديد حقيقي، ونُستدعى، فإن المصلحة القومية ستكون في أسرع وقت». لكنه بيّن أن الجيش المصري «لن يذهب خارج الحدود للعدوان وتهديد أحد، بل للدفاع عن الحقوق»، رافضاً اعتبار كلامه رسالة تهديد إلى تركيا وإيران، قائلاً: «لا نهدد أحداً، ولا نريد لأحد أن يهددنا، وما نفعله أن نطمئن الناس».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان مستعداً للسفر إلى إثيوبيا لحل مشكلة سد النهضة الإثيوبي، أجاب أنه سيفعل ما هو لمحصلة مصر والمصريين مؤكداً أن لا خلاف مع أثيوبيا. وعن رؤيته لحل الأزمة، قال: «يجب أن يكون هناك مساحة حوار هادئ مع إثيوبيا، فالمشكلة تتعلق بمستوى تأثر حصة مصر». وبشأن ما يطرحه منافسه في الانتخابات الرئاسية السياسي الناصري حمدين صباحي عن أنه مرشح الثورة، علق السيسي: «فلندع للمصريين حرية الاختيار».
يشار إلى أن وسائل إعلام ذكرت أن السيسي حصد 94% من أصوات الناخبين المصريين المغتربين في 25 دولة، وذلك بعد انتهاء الانتخاب عبر السفارات الذي بدأ الخميس الماضي وانتهى أول من أمس، وذلك بواقع 184 ألفاً و301 صوت من أصل 196453 صوتاً. في المقابل، حاز منافسه صباحي 5% من الأصوات، بواقع 9 آلاف و811 صوتاً، وأبطل 1% من الناخبين (2247 ناخباً) أصواتهم.