أغلق محتجون ميناء السودان الرئيسي على البحر الأحمر، والطريق الذي يربط مدينة بورتسودان ببقية ولايات البلاد، احتجاجاً على اتفاق سلام وقّعته الحكومة السودانية العام الماضي في ظل اعتراضات من قبائل في شرق البلاد.
وفي تشرين الأول، وقّعت الحكومة الانتقالية السودانية في مدينة جوبا، اتفاق سلام تاريخياً مع عدد من الحركات التي حملت السلاح في عهد الرئيس السابق عمر البشير، بسبب التهميش الاقتصادي والسياسي لهذه المناطق.

وفي الشهر نفسه وبعد التوقيع، قامت قبائل البجه في شرق السودان بالاحتجاج وإغلاق ميناء بورتسودان العام الماضي لمدة أيام، اعتراضاً على عدم تمثيلها في الاتفاق.

وقال سيد أبو أمنه القيادي في المجلس الأعلى للقيادات الأهلية والذي يقود الاحتجاجات، في تصريح صحافي، إنه «منذ الجمعة الطريق الذي يربط بورتسودان مع بقية البلاد مغلق، كما أغلقنا الموانئ الرئيسية للحاويات وتصدير النفط ولن يتم رفع الإغلاق إلا بتحقيق مطالبنا وعلى رأسها إلغاء مسار شرق السودان (اتفاق السلام)».

وأوضح أبو أمنه أن المحتجين «يطالبون بحل الحكومة الحالية وتكوين حكومة غير حزبية لإكمال الفترة الانتقالية وعقد الانتخابات العامة».

وفي هذا السياق، أعلنت السلطات السودانية، اليوم، تعليق صدور صحيفتين لمدة 3 أيام، على خلفية «دعوتهما للعنف»، إثر نشرهما إعلاناً يدعم احتجاجات ينظمها مجلس قبلي، شرقي البلاد، جاء ذلك بحسب بيان للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات (رسمي).

وقال المجلس إنه قرّر «تعليق صدور صحيفتَي الصيحة والانتباهة (خاصتين) لمدة 3 أيام تبدأ من الثلاثاء، بعد نشرهما إعلاناً لجهة غير معروفة وغير مسجّلة قانونياً هي التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، تدعو لإغلاق الطرق القومية».

وأشار إلى أن «الصحيفتين خالفتا القوانين، التي تدعو وسائل الإعلام كافة إلى عدم الكراهية الدينية أو العرقية أو الثقافية أو الدينية أو الدعوة للعنف أو الحرب».

وتابع المجلس:«وخالفت الصحيفتان المادة 26 من قانون الصحافة والمطبوعات لعام 2009 التي تدعو لعدم إثارة الفتنة الدينية أو العرقية أو العنصرية أو الدعوة للحرب والعنف».

من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة الانتباهة، أحمد يوسف التاي، في تصريح صحافي إن: «الاحتجاجات في شرق السودان سلمية، وتكفل الوثيقة الدستورية التظاهر السلمي للمدنيين ولذلك نشرنا الإعلان».

وأشار إلى أن المستشار القانوني تقدم باستئناف قانوني لوقف تعليق صدور الصحيفة، فيما أبدى رئيس تحرير صحيفة الصيحة، الغالي شقيفات، استغرابه من «استخدام مجلس الصحافة للقوانين القمعية للحريات منذ عهد النظام البائد (نظام الرئيس المعزول عمر البشير)».

وفي 5 تموز الماضي، أغلق المجلس، الطريق القومي بين الخرطوم وبورتسودان لثلاثة أيام، قبل إرسال الحكومة وفداً وزارياً في 17 من الشهر ذاته للتفاوض معهم حول مطالبهم، لكن دون الاستجابة لها، بحسب تصريحات لقيادات المجلس.