القاهرة | مع إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية للمصريين الموجودين في الخارج في السابعة بتوقيت غرينتش مساء أمس، أعلنت عدة سفارات مصرية نتائج التصويت فيها التي أظهرت تفوق المشير عبد الفتاح السيسي بحصوله على أكثر من 90% من الأصوات في السفارات المعلنة، فيما حصد منافسه حمدين صباحي ما يقارب 8% من الأصوات.
وفي مقر القنصلية المصرية في سيدني، أظهرت النتائج النهائية حصول المشير على 2699 صوتاً تقريباً مقابل 74 صوتاً فقط لصباحي. أما في السفارة المصرية في بولندا، فحصل السيسي على 41 صوتاً مقابل 3 أصوات فقط لصباحي.
وينتظر أن تصل النتائج لوزارة الخارجية من السفارات رسمياً فور الانتهاء من عمليات الفرز، على أن تقوم بدورها بإرسالها للجنة العليا للانتخابات الرئاسية دون أن تعلن نتائجها، بحيث تظل الأرقام الدقيقة سراً وفقاً للقانون فيتم دمجها مع نتائج تصويت الداخل المقررة يومي 26 و27 أيار الجاري.
ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن نتيجة تصويت المصريين في الخارج ليست معياراً بالنسبة إلى تصويت المصريين في الداخل، فيما يرى آخرون أن نتائجها سيكون لها دور في تحديد اتجاهات التصويت لدي فئتي المقاطعين وغير المحددين لموقفهم الذين يمثلون نحو 30% من المصريين بحسب استطلاعات الرأي، مستندين إلى دور هذه النتائج في دعم الرئيس المعزول محمد مرسي في انتخابات 2012، حيث حصد نحو 40% من أصوات المغتربين.
وحتى الآن تبدو نسب التصويت في الداخل غير واضحة بدقة رغم التفوق الملحوظ للسيسي على منافسه صباحي لأسباب عدة أبرزها دوره في ثورة «30 يونيو» وعزل نظام الرئيس الإخواني محمد مرسي، فيما تزداد شعبية حمدين مع اقتراب موعد الانتخابات، نظراً إلى اللقاءات الإعلامية المكثفة التي يجريها والجرأة التي يتميز بها في إطلالته بعكس المشير الذي لم يجر مقابلة تلفزيونية على الهواء.
حمدين عبّر عن ثقته بفوزه في الانتخابات لقناعته بفشل الدولة المصرية بمؤسستها «العقيمة والعميقة»، ما أدى إلى سقوط نظام مبارك، مؤكداً أنه لا حياد في الدولة المصرية لأن الانحياز يكون مستتراً والحياد يظهر في العلن، بينما طالبت حملته بالتحقيق فيما نشر عن لقاء سري جمع بين السيسي ورئيس الحكومة إبراهيم محلب لمناقشة رؤية الأخير في حكومة ما بعد الانتخابات.
وحذر صباحي من أن خسارته في الانتخابات وعودة رجال نظام الرئيس الأسبق مبارك إلى المشهد عبر المرشح المنافس ستؤديان إلى قيام موجة ثورية جديدة، مؤكداً أنه حال فوزه ستحكم الثورة من اليوم الأول بإلغاء قانون التظاهر وغيرها من القوانين المقيدة للحريات، وأنه سيطلق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
منسق لجنة الشباب في حملة المشير السيسي، حازم عبد العظيم، ردّ عبر «الأخبار» على تصريح صباحي بالقول إن المرشح المنافس رجل وطني ولديه برنامج جيد، لكن لديه مشكلة في التصريحات الإعلامية، الأمر الذي يجعلهم لا يقومون بالرد عليه في الحملة، مؤكداً أن حملة المشير تنتهج مبدأ الصدق والشفافية أساساً للتعامل مع المواطنين.
وأضاف عبد العظيم قائلاً إن «المشير رجل صادق ولا يقول إلا ما يستطيع أن يفعل دون خوف أو قيود وعندما يكون هناك قصور في أي أمر يعلنه صراحة»، مؤكداً أن السيسي يحظى بشعبية كبيرة في الشارع المصري، وأن هذا الظهير الشعبي هو الذي يستند إليه في خوض سباق الانتخابات الرئاسية بناءً على استدعاء الشعب له، مشدداً على أن نتائج الانتخابات التي يبقى عليها أيام قليلة ستظهر الحقيقة.