ودعا السيسي الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لمساعدة بلاده في مكافحة الإرهاب وتجنّب خلق أفغانستان جديدة في الشرق الأوسط، مؤكداً استقرار العلاقات بين بلاده وواشنطن وثباتها.
وطالب السيسي الولايات المتحدة باستئناف مساعداتها العسكرية المجمدة التي تقدر بمبلغ 1،3 بليون دولار، وتوجه السيسي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقول: «نحن نخوض حرباً ضد الإرهاب»، مضيفاً أن «الجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتى لا تتحول إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها وتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة». وقال السيسي في مقابلته مع وكالة «رويترز»: «نحن بحاجة إلى الدعم الأميركي في مكافحة الإرهاب، وإلى المعدات الأميركية لاستخدامها في مكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى أن غياب الاستقرار عن مصر سيهدد استقرار المنطقة.
وعن العلاقة مع إسرائيل، أشار السيسي إلى أن معاهدة السلام بين البلاد مستقرة منذ أكثر من 30 عاماً رغم أنها تواجه تحديات كبيرة.
وأضاف «نحتاج إلى أن نرى دولة فلسطينية.. نحتاج إلى أن نتحرك في مسار السلام الذي تجمد منذ سنين طويلة.. ستكون هناك فرصة حقيقية للسلام في هذه المنطقة».
وتابع «نحن مستعدون للعب أي دور يحقق السلام والاستقرار والتقدم في منطقة الشرق الأوسط».
الحكومة تتفاوضوفي الشأن الليبي، قال السيسي إن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى، عقب إطاحة معمر القذافي في انتفاضة دعمها الغرب، أصبحت تمثل تهديداً أمنياً لمصر.
على مساعدات خليجية بقيمة 9 مليار مليار دولار
وأضاف أن على الغرب أن يتفهّم أن الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه، مشدداً على ضرورة «أن نكون متحسّبين لانتشار خريطة الإرهاب في المنطقة.. وأنا أعتقد أن للغرب دوراً في ذلك.. هم لم يستكملوا مهمتهم في ليبيا».
كذلك تطرق السيسي إلى الموضوع السوري، وشدد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا. وأكد أن الحل السلمي هو الأفضل لوحدة سوريا وهو ما سينعكس إيجاباً على أمن المنطقة، معتبراً أن تحول سوريا إلى منطقة جاذبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة «سيشكل تهديداً للمنطقة ككل». من جهة أخرى، قال السيسي إنه يدرك التحديات الكبيرة التي تواجه مصر بعد الاضطرابات التي سادتها في السنوات الثلاث الأخيرة منذ خلع الرئيس حسني مبارك، لكنه يرفض التحركات السياسية على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة من سعي لتحقيق نتائج خلال مئة يوم من الحكم، ويقول إن البلاد تحتاج إلى جهد كبير.
وأضاف «الحقيقة أن مئة يوم غير كافية، لأن حجم التحديات الموجودة في مصر كبير جداً. أنا أعتقد أنه خلال سنتين من العمل الجاد والدؤوب يمكن أن نحقق شكلاً من أشكال التحسن الذي يتمناه المصريون ويتطلعون إليه».
وبخلاف التعاون الأمني مع الغرب لمكافحة التطرف الإسلامي، قال السيسي إن طموح واشنطن لتطبيق الديموقراطية في مصر وغيرها يمكن أن يتم عبر التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم، وذلك بتقديم المنح التعليمية وإقامة مشروعات يمكن أن تساهم في حل مشكلة البطالة.
كذلك تناول السيسي في المقابلة الجانب الاقتصادي، وقال إن برنامجه يركّز على محاور أبرزها خلق فرص عمل للمصريين، وضبط الحد الأعلى والأدنى للرواتب، وتصحيح الخلل في دعم الوقود.
ودعا السيسي الغرب والدول الصديقة لمصر إلى مساعدتها على مواجهة متاعبها الاقتصادية، وقال إن «مصر تحتاج إلى مساعداتكم خلال هذه المرحلة حتى تخرج من دائرة الفقر الذي تعاني منه».
وأشار السيسي، رداً على سؤال حول جماعة الإخوان المسلمين، إلى أن الأخيرة فقدت تعاطف «معظم المصريين» معها، موضحاً أن «العنف غير المبرر تجاه المصريين» أفقد الجماعة أي شكل من أشكال التعاطف وألغى أي فرص للمصالحة مع المجتمع المصري.
في سياق آخر، كشف مسؤول في وزارة المالية المصرية أن بلاده تتفاوض مع الإمارات والكويت والسعودية لبدء برنامج جديد من المساعدات العربية لمصر تصل قيمته إلى 9 مليارات دولار خلال العام المالي المقبل، ليصل إجمالي المساعدات العربية لمصر في نهاية العام المالي الجاري إلى 21،03 مليار دولار، وذلك منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وأضاف المسؤول في تصريحات إلى وكالة «الأناضول» أن هذه الدول مستعدة لتقديم مساعدات لمصر لمدة عامين إضافيين أو ثلاثة على أقصى تقدير.
في المقابل، أوضح وزير المالية الإماراتي حمدان بن راشد آل مكتوم أن بلاده لا تنوي تقديم مساعدات مالية إضافية لمصر في الوقت الحالي.
موقف الوزير الإماراتي استدعى توضيحاً من السفير المصري في الامارات إيهاب حمودة الذي كشف أن «المساعدات لن تتوقف، ولكن سيتغيّر شكلها من منح وقروض إلى استثمارات وشراكة مع انتخاب رئيس جديد للبلاد، وهو ما جرى الاتفاق عليه مع الدول المانحة في الخليج». كذلك أوضح حمودة أن «هذا القرار لن يؤثر في العلاقات المصرية الإماراتية، خاصة أن هناك توجهاً مصرياً لعدم استمرار الاعتماد على المساعدات المالية عقب ثورة 30 تموز، وأن تتحول هذه المساعدات إلى شراكة حقيقية بين البلدين تسهم في نهضة البلاد اقتصادياً».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)