بعد واشنطن حلّ دور لندن، لتطبّق بنسخة كربونية لحليفتها شكل مساعدة «الائتلاف» السوري دبلوماسياً وعسكرياً. العاصمة الأوروبية استقبلت أمس اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا»، بحضور رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا. «الأصدقاء» أكدوا في اجتماعهم ما يقولونه في دولهم: أدانوا الانتخابات الرئاسية السورية «غير الشرعية» وطلبوا تشجيع «المعتدلين»، ولم يتخطوا سقف المساعدات والدعم الأميركي لأصدقائهم من المعارضة السورية.

وقررت لندن رفع مستوى تمثيل مكتب «الائتلاف» إلى بعثة دبلوماسية، كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وتأتي هذه الخطوة بعد 10 أيام من خطوة أميركية مماثلة.
وستقدم، أيضاً، 30 مليون جنيه استرليني إضافية (50 مليون دولار) «كدعم عملي لمساعدة المعارضة». وأضاف الوزير البريطاني أنّ «مجموعة أصدقاء سوريا» وافقت على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، معلناً أنّه «اتفقنا أيضاً بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال استراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة... للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له، والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به».
وأدان البيان الختامي للمجموعة «البرنامج الأحادي الجانب لنظام (الرئيس بشار) الأسد لتنظيم انتخابات رئاسية غير شرعية في الثالث من حزيران». وتابع بيان الدول الـ11: «ندعو المجتمع الدولي كافة الى رفض تلك الانتخابات غير الشرعية، مثل ما فعل كل من الجامعة العربية والامم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عقب الاجتماع، إنه اطّلع على «معطيات أولية» تشير إلى أنّ الكلور استخدم في النزاع السوري. وأضاف: «لقد شاهدت دليلاً، رغم أنه لم يتم التحقق منه بعد... ولكنني اطّلعت على معطيات أولية تشير الى استخدام الكلور مرات عدة أثناء الحرب». وكان الجربا قد وصل لندن بعد اختتام زيارته الرسمية للولايات المتحدة أول من أمس، التي وصفها الأمين العام لـ«الائتلاف»، بدر جاموس، بأنّها «دون الطموح». وفي تصريح إلى وكالة «الأناضول»، أوضح أنّ «الائتلاف يعوّل على اجتماع أصدقاء سوريا لاتخاذ موقف موحد بمنع إجراء الانتخابات الرئاسية على أراضي الدول الأعضاء، وزيادة الدعم المالي والعسكري للمعارضة المسلحة، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي للائتلاف».
كيري: اطّلعت
على معطيات أوليّة
تشير إلى أنّ الكلور استُخدم في سوريا

في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» ليس هو ما ينتظره الجانب الروسي من شركائه الغربيين والعرب، معللاً بأن الوثيقة السياسية الأساس الخاصة بتسوية الأزمة السورية تتمثل في بيان جنيف. وشدد على أن هذه الوثيقة تكونت في أحشاء «مجموعة العمل» التي تضم بالخصوص روسيا والصين وتركيا والاتحاد الأوروبي، مضيفاً «نأمل أن نواصل في إطار هذه المجموعة تجسيد بيان جنيف الذي افترض بداية واستمرار المفاوضات بين السوريين. للأسف أضعنا الكثير من الوقت». ولفت المسؤول الروسي إلى أن «مجموعة أصدقاء سوريا» تدعم فقط «الائتلاف» المعارض، موضحاً أنّه «على الرغم من كونه الأكبر، لكنه ليس بأي حال من الاحوال هيئة المعارضة الوحيدة».
وأضاف غاتيلوف أنّ اللقاء الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سوريا يمكن أن يعقد بعد تعيين مبعوث أممي وعربي جديد خاص بتسوية الأزمة في هذا البلد. وأشار الدبلوماسي الروسي إلى ضرورة أن يكون المبعوث الجديد «رجلاً سياسياً مرموقاً مقبولاً لدى الحكومة السورية ولدى المعارضة على حد سواء، كي يكون في استطاعته دفع عملية التسوية إلى الأمام».
من ناحية أخرى، قال متحدث باسم الحكومة الأردنية، خالد الكلالدة، إنّ بلاده «لا ترى مانعاً» في فتح السفارة السورية في عمان أبوابها أمام المصوّتين في الانتخابات الرئاسية.
وأشار الوزير إلى أن الأعراف الدبلوماسية المتبعة في العالم «تسمح بذلك»، معتبراً أنّ السفارة السورية مثلها مثل السفارتين المصرية والعراقية في عمّان اللتين فتحت أبوابهما أخيراً لاستقبال الناخبين في الانتخابات المتعلقة ببلديهم.
في سياق آخر، نقل السفير الفلسطيني في دمشق، محمود الخالدي، رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس بشار الأسد، أثناء لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس.
وأكد عباس، في رسالته، «وقوف الشعب والقيادة الفلسطينية ضد أي تدخل خارجي في سوريا، وأن مصير سورياً حاضراً ومستقبلاً سيؤثر في الشعب الفلسطيني، لأن الشعبين الشقيقين شريكان في الحاضر والمستقبل».
وأعرب عباس «عن تقديره وتقدير الشعب الفلسطيني لكل الدعم الذي قدمته سوريا للاجئين الفلسطينيين فيها طيلة السنوات الماضية ومساواتهم في الحقوق والواجبات مع الشعب السوري، لافتاً إلى الوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون نتيجة للأزمة التي تمر بها سوريا».
بدوره، عبّر المقداد عن تقديره لمضمون رسالة عباس، مؤكداً «أن القيادة السورية تقف ضد استهداف الإرهابيين والقتلة للمخيمات الفلسطينية في سوريا تنفيذاً للمخططات الإسرائيلية الغربية، وأن سوريا لن تدخر جهداً لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيماتهم في سوريا، والتي طردتهم منها المجموعات المسلحة وارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فيها».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)