صنعاء | لا تزال قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وميليشيات حزب «الإصلاح»، تحاول تقويض الهدنة غير المعلَنة التي تشهدها جبهات محافظة مأرب للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك لإفشال المفاوضات الجارية بين قيادة صنعاء وقبائل المحافظة. وهاجمت تلك القوات، خلال اليومين الماضيين، مواقع متقدّمة للجيش و«اللجان الشعبية» في الجبهات الغربية والشمالية الغربية، وصولاً إلى الجبهة الجنوبية للمحافظة، تحت غطاء من طيران التحالف السعودي - الإماراتي. وأفادت مصادر قبلية، «الأخبار»، بأن الهجوم الأخير «كان مخطَّطاً، وتمّ بالتنسيق مع غرفة عمليات التحالف نظراً إلى كثافة الغارات التي رافقته»، مستدركةً بأن الجيش و«اللجان» استدرجا قوات هادي إلى «فخّ مميت، وهاجماها من أكثر من اتجاه، لتجد نفسها واقعة في كمين واسع، دفع بالتشكيلات الواقعة في مؤخّرة الهجوم إلى العودة نحو مدينة مأرب»، مضيفة أن قوات صنعاء «نفّذت عملية عسكرية معاكسة مكّنتها من التقدّم بشكل أكبر في منطقة ذات الراء الواقعة عند الحدود الإدارية لمدينة مأرب، وذلك بعد مطاردة قوات هادي وميليشيات الإصلاح من منطقة إيدات الراء باتجاه محيط المدينة». وأشارت المصادر إلى أن المواجهات استمرّت، أوّل من أمس، لـ«أكثر من 12 ساعة من دون توقّف، شنّ خلالها طيران العدوان أكثر من 20 غارة على مناطق التماس»، مضيفة أن الجيش و«اللجان» تمكّنا من «تحقيق تقدّم عسكري في مرتفعات منطقة ذنة، واقتربا من جبل البلق الأوسط الموازي لجبل البلق القبلي جنوب غرب مدينة مأرب».
تواصلت مواجهات الإثنين لأكثر من 12 ساعة شنّ خلالها الطيران قرابة 20 غارة

وامتدّ التصعيد الجديد، أيضاً، إلى جبهات جنوب مأرب، التي شهدت خلال الساعات الـ48 الماضية مواجهات دامية، انتهت إلى مقتل عدد من عناصر قوات هادي وقياداتها والشخصيات القبَلية الموالية لها. وأفاد مصدر عسكري في قوات صنعاء بأن «من بين القتلى الشيخ مشلي علي الذيب المرادي، رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي في مديرية رحبة، والشيخ أحمد حسين طالب القردعي، الذي يُتّهم بمساعدة قوات هادي وميليشيات الإصلاح على الدخول إلى مديرية رحبة جنوب مأرب الشهر الفائت بعد تلقّيه أموالاً سعودية». وأضاف المصدر أن «القردعي خان قبائل مراد التي اتفقت مع قوات صنعاء على تحييد مناطقها، وانقلب على الاتفاق المبرم بين الطرفين، ليعمل على تمكين القوات المعادية من إحداث اختراق في رحبة». وكانت قوات هادي اعترفت، مساء السبت، بمقتل عدد من كبار قياداتها في قصف بصاروخ باليستي وطائرة مسيّرة نفّذته قوات صنعاء على معسكر الخشينة الواقع في مديرية الجوبة جنوب المحافظة. وبالمثل، هزّ انفجار عنيف، مساء الأحد، قاعدة «صحن الجن» العسكرية التابعة لقوات هادي، والواقعة في محيط مدينة مأرب، ليتبيّن أنه ناتج من هجوم بصاروخ باليستي استهدف اجتماعاً عسكرياً في القاعدة.