دفع «الانتقالي» بالمزيد من التعزيزات إلى معسكر بدر في عدن في إطار استعداداته لمعركة أبين
وفيما لم تُعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن هجوم الأحد، خرجت اتهامات متسرّعة من بعض المكوّنات الجنوبية إلى حكومة صنعاء بالمسؤولية عمّا جرى. لكن مصادر سياسية جنوبية تَحتمل أن «تكون لحزب الإصلاح يد في الهجوم بهدف إشعال المعارك بين القوات الجنوبية التي تقف حجرة عثرة أمام مخطّط الإخوان لاستكمال السيطرة على المحافظات الجنوبية، وبين حركة أنصار الله، بعدما فشل الحزب في دفع الطرفين إلى التصادم على الأرض في البيضاء ويافع الشهر الفائت، ليتسنّى له تنفيذ مخطّط الانقضاض على عدن». وتُعدّ هذه المرّة الثانية خلال عام التي تتعرّض فيها ميليشيات سلفية موالية لـ«التحالف» لقصف مميت؛ إذ سبق واستُدرج منتسبو «اللواء الرابع - حماية رئاسية»، بقيادة العميد مهران القباطي، تحت ذريعة التدريب، من أبين وشبوة إلى مأرب، خلال النصف الثاني من العام الفائت، حيث تعرّضوا لهجوم صاروخي مباغت أدّى في حينه إلى مقتل أكثر من 110 عناصر وإصابة العشرات بجروح.
عودة التوتر غرب تعز
وتزامن الهجوم الأخير في «العند» مع عودة التوتر العسكري بين «الانتقالي» و«الإصلاح» في مديريات غرب تعز والمناطق المطلّة على مضيق باب المندب. وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية في مديرية طور الباحة في محافظة لحج، «الأخبار»، بأن «ميليشيات موالية للإمارات نشرت آلياتها العسكرية في اللسان البحري الواقع في منطقة خور عميرة في مديرية المضاربة المطلّة على مضيق باب المندب أواخر الأسبوع الماضي»، وذلك «ردّاً على تعزيزات كبيرة وصلت إلى طور الباحة تابعة لحزب الإصلاح، وقيام محور تعز العسكري التابع للإخوان بتسليم القيادي السلفي الذي ينحدر من محافظة شبوة، عدنان زريق القميشي، ملفّ المديريات الغربية لمحافظة لحج، وتسليمه قيادة الفصائل المنتشرة على طول الساحل الجنوبي الممتدّ من منطقة رأس عمران في لحج، وحتى المديريات الساحلية لمحافظة تعز والقريبة من مضيق باب المندب». ولفتت المصادر إلى أن «الميليشيات الموالية للإمارات عزّزت وجودها العسكري في الصبيحة، ونشرت عدداً من النقاط العسكرية في الطريق الساحلي الرابط بين مدينتَي عدن والمخا، للحدّ من تمدّد ميليشيات اللواء الرابع التابع لحزب الإصلاح في مديريات طور الباحة والمضاربة ورأس العارة، وتحرّكات الإصلاح الأخيرة بقيادة زريق».
وأدّى صراع النفوذ هذا، والذي عاد إلى الواجهة الأسبوع الماضي، إلى الإطاحة بأكبر القيادات العسكرية السلفية الموالية لهادي، والمقرّبة من «الإصلاح»، من قيادة القوات المشتركة في ساحل محافظة لحج. إذ أكدت مصادر قبلية في الصبيحة، لـ«الأخبار»، قيام محافظ لحج المحسوب على هادي «تحت ضغط الانتقالي، بإقالة العميد حمدي شكري، المحسوب على التيار السلفي، من قيادة القوات المكلّفة بحماية مديريات ساحل لحج، وتعيين القيادي في المجلس الانتقالي الموالي للإمارات عمر الصبيحي مكانه، وهو الذي عيّنه الانتقالي أخيراً قائداً لميليشيات الحزام الأمني في لحج، خلَفاً لشكري». ويخطّط «الإصلاح» لتمديد نفوذه العسكري في منطقة الصبيحة التي تمتدّ على ستّ مديريات استراتيجية كرأس العارة والمضاربة وطور الباحة وصولاً إلى الشريجة وكرش، في إطار مسعاه للسيطرة على كامل مناطق الساحل الغربي، بما يمكّنه من تطويق باب المندب، والاقتراب من مدينة عدن لتطويقها، بالتوازي مع تحرّكاته في أبين، والتي تستهدف، هي الأخرى، الانقضاض على عدن، واستكمال السيطرة على المحافظات الجنوبية.