قال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، إنّ على تل أبيب أن تدرس تدخلاً عسكرياً في سوريا «رداً على جرائم القتل الجماعي للمدنيين»، مشيراً إلى أنّ منطلقات هذا التدخل يجب ألا تكون مبنية فقط كرد على تهديدات استراتيجية موجهة إلى الدولة العبرية وحسب.
وفي حديث الى موقع «تايمز أوف إسرائيل»، أضاف يدلين الذي يترأس حالياً مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، أن على إسرائيل بحث إمكان الهجوم العسكري على سوريا، إذا استخدم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد أسلحة كيميائية «ضد مواطنيه» على نطاق واسع. وأضاف: «لدينا خطوط حمراء (للتدخل) تشمل هجمات ضد إسرائيل (على الحدود في الجولان) ونقل أسلحة نوعية إلى حزب الله في لبنان، إضافة الى أنشطة لوحدات (الأسلحة) الكيميائية في سوريا، وأنا أعتقد أن علينا أن نضيف الى الخطوط الحمراء قتل المدنيين على مستوى لا يمكن فيه أن نقف مكتوفي الأيدي».
مع ذلك، أكد يدلين أن «عملية أحادية الجانب تشنها إسرائيل، يجب ألا تكون الخيار الأول في أي حال من الاحوال، كما أنه لا يفضّل شنّ عملية برية في سوريا»، معبّراً عن تفضيله لعملية عسكرية يشنها حلف شمالي الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة، الى جانب تركيا، ومن بينها فرض منطقة حظر جوي»، مشدداً على أن التحرك الدولي يجب أن يشمل أيضاً فتح ممرات إنسانية و«هجمات عن بعد» تقوم بها طائرات «الناتو» على أهداف استراتيجية تابعة للنظام السوري.
وعن إمكانية أن تتحرك إسرائيل من دون «الناتو» والولايات المتحدة، أكد يدلين أنه «في حال اكتشفت إسرائيل أنه تم ارتكاب فظائع واسعة النطاق، مماثلة للمجازر التي ارتكبت في البوسنة ورواندا في منتصف التسعينيات، فعليها العمل خارج نطاق التحالف الدولي».
لكن ماذا عن الاستجابة لدعوات «المعارضة المسلحة المعتدلة» وتزويدها بأسلحة نوعية؟ أجاب يدلين بأن «تتبع هذه الاسلحة بعد تسليمهما الى المتمردين أمر صعب للغاية، وهذا هو السبب الذي يجعل من التدخل الدولي مفضّلاً». وقال: «إذا قمت باستخدام القوة الجوية ضد سوريا، فأنت لا تقوم بتسليم أسلحة يمكن أن تتسرب إلى القاعدة»، مضيفاً: «إذا استخدمت القوة الجوية ضد الجيش السوري، فأنت تمنح المتمردين أفضلية عسكرية لم تكن لديهم من قبل، وهذه هي الطريقة الأفضل للمساعدة».
واعترف يدلين بأن قادة إسرائيل يشعرون «بالحيرة» في مسألة ما إذا كان إسقاط الأسد سيسهم في تحقيق الأمن في إسرائيل، لكنه أشار الى أنه «من ناحية استراتيجية، فهذا الأمر مؤكد». وأضاف أن «سقوط الأسد قد يجعل من حياة قائد اللواء الموجود في الجولان أو قائد الوحدة المسؤول عن حراسة الحدود صعبة. لكن من وجهة نظر مكتب رئيس الحكومة ووزارة الدفاع، فإن إسقاط الأسد قد يكون تطوراً استراتيجياً إيجابياً جداً».
وفي تفصيل ذلك، أشار يدلين الى أن «السوريين السنّة الذين يتعرضون للقتل»، لن ينضموا أبداً الى تحالف مع إيران وحزب الله، ومن المهم للغاية إضعاف هذا المحور المتطرف، بل إن (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله كان قد أقرّ بأنه في حال رحيل الأسد، سيكون ذلك نصراً عظيماً لإسرائيل وللولايات المتحدة، وهو محق في ذلك.
في موازاة ذلك، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أن إسرائيل سترد بشكل ملائم على أيّ اعتداء قد تتعرض له حدودها على مختلف الجبهات. وقال، خلال زيارة تفقدية قام بها في هضبة الجولان المحتلة أمس، إن إسرائيل لن تتدخل في الشأن السوري ما لم يتم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها. وأشار إلى أنّ سياسة إسرائيل تتمثل في تقديم العلاج الطبي لجرحى أصيبوا جراء المعارك في سوريا لدوافع إنسانية.