بعدما اختطف منتصف نيسان الفائت في وسط طرابلس، أُفرج أمس عن السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان، وسط أنباء عن تسليم الأردن سجيناً ليبيا لبلاده. وقالت مصادر دبلوماسية إن الإفراج عن السفير الأردني جاء بموجب اتفاقية تبادل سجناء بين البلدين، موضحةً أنه جرى بموجب هذه الاتفاقية تسليم الأردن محمد سعيد الدرسي إلى طرابلس، لإكمال مدة محكوميته هناك، كمخرج دبلوماسي على مستوى الدولتين.
ولم ينف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أو يؤكد صحة هذه الأنباء، وقال «أترك التفاصيل إلى حين عقد مؤتمر صحافي، من المتوقع أن يعقد في غضون ساعات قليلة».
والدرسي محكوم عليه بالسجن المؤبد في الأردن، بعد محاولته تفجير مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية قبل 9 سنوات، وأُلقي القبض عليه لدى محاولته الهروب إلى العراق.
من جهته، كشف السفير الأردني المفرج عنه أنه لم يتعرّض لأي معاملة قاسية، أو تعذيب خلال فترة اختطافه في ليبيا، وأنه لا يمانع العودة للعمل كسفير لبلاده في طرابلس.
وفي تصريحات أدلى بها للإعلاميين لدى وصوله إلى مطار «ماركا» العسكري، شرقي العاصمة عمّان أمس، قال العيطان، «لم أتعرض للتعذيب أو المعاملة السيئة، لكن الاختطاف يبقى قاسياً». وأضاف «الأوضاع في ليبيا لا تسر أحداً، ونتمنى أن تعود إلى طبيعتها، وأن تتمتع ليبيا بالأمن والأمان، ولا أمانع العودة للعمل سفيرا أردنيا في طرابلس».
من جانبه، نفى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أن يكون الإفراج عن سفير بلاده في ليبيا قد جرى في إطار صفقة تبادل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القوات الأردنية لم تقم بأي عملية عسكرية لتحرير العيطان.
وقال جودة، خلال مؤتمر صحافي عُقد في مبنى وزارة الخارجية في عمّان، إن «هذا اليوم شهد نهاية كابوس عاشه الأردنيون خلال الفترة الماضية جرّاء اختطاف السفير الأردني في ليبيا».
وأقر جودة بتسليم السجين الليبي محمد سعيد الدرسي إلى طرابلس لإكمال مدة محكوميته هناك، نافياً أن يكون ذلك قد جرى في إطار صفقة تبادل.
وتابع أن «الإفراج عن الدرسي جرى عبر مسار دبلوماسي لا علاقة له بالعيطان، حيث احتكمنا فيه إلى اتفاقية الرياض لتبادل السجناء، إلا أنه جاء متزامناً مع جهودنا لإطلاق السفير العيطان، وجرى تسريعه فقط بهدف تسريع الإنجاز ضمن مسارنا الثاني على خطى تحرير سفيرنا المختطف».
وأضاف «كان اتصالنا مع الحكومة الليبية فقط، ولا نعلم طبيعة الإجراءات التي بذلتها الأخيرة، والاتصالات التي أجرتها مع الخاطفين»، مشيراً إلى أن الاتفاق النهائي للإفراج عن السفير عُقد أول من أمس.
ونفى جودة حدوث أي عملية عسكرية من قبل القوات المسلحة الأردنية في ليبيا بهدف إطلاق العيطان، كما قال إن الولايات المتحدة أو فرنسا لم تتدخلا في سياق هذه الازمة، ولم تتم أية وساطة من قبل أية دولة عربية أو أجنبية ضمن جهود إطلاق العيطان.
(أ ف ب، الأناضول)