أودى تفجيرُ سيّارة مفخّخة أمس بأربعة وعشرين عنصراً تابعين لـ«حركة أحرار الشام الإسلاميّة» في مدينة حلب، من بينهم ثلاثة «قياديّين عسكريّين» على الأقل. وقالت مصادر معارضة إنّ «التفجير تمّ باستخدام صهريج نفطٍ مُفخّخ»، ما يُفسّر حجم الدمار الذي خلّفه وارتفاع حصيلة القتلى. واستهدف الهجوم مقرّاً لـ«لواء العز» المرتبط بـ«أحرار الشام» في حي السكري، أحد الأحياء الشرقيّة الخاضعة لسيطرة مشتركة بين عدد من المجموعات المسلّحة، وعلى رأسها «أحرار الشام» و«جبهة النصرة». وكانت الأخيرتان قد أعلنتا عن اتفاق لاحتواء خلاف حاد نشب بينهما في حلب، وامتدّت مفاعيله إلى حارم في ريف إدلب. غير أنّ بعض المصادر رجّحت أن يكون هجوم أمس امتداداً للتوتّر الذي هيمن على الأجواء بين الطرفين، رغم التزام مصادر «أحرار الشام» الصمت وعدم توجيهها الاتهام إلى أيّ طرف. وقال مصدر مرتبط بـ«الحركة» لـ«الأخبار» إنّ «من السابق لأوانه اتهام أي طرف بالوقوف وراء الهجوم. لقد تمّ فتح تحقيق أوّلي، ولن نتهم الإخوة في «جبهة النصرة» من دون التثبّت من الملابسات». وأعرب المصدر عن وجود شكوك في «قيام طرف معادٍ للأحرار والنصرة باستغلال سوء التفاهم الذي وقع قبل يومين لتأجيج نار الفتنة. قد يكون طرفاً مرتبطاً بالنظام، أو بداعش». وخلال العامين الأخيرين، تكرّرت الخلافات بين الطرفين، وأدّت غير مرّة إلى وقوع اشتباكات بين مسلحيهما، قبل أن تنجح الجهود في الوصول إلى تفاهمات.