غزة | في الوقت الذي تستمرّ فيه، لليوم الرابع على التوالي، عمليات إطلاق البالونات المتفجّرة من قطاع غزة، والتي ردّ عليها العدو مرّة واحدة فقط، تُواصل دولة الاحتلال ضغوطها على الوسيط المصري، فيما تدرس عرضاً جديداً تَقدّم به الأخير إليها، لتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة. ونقلت حركة «حماس»، أخيراً، إلى المصريين، عدم رضاها عن الوضع الحالي، وتحذيرها من أن الأوضاع تقترب من التصعيد شيئا فشيئاً، بفعل ممارسات العدو ومحاولته فرض معادلة جديدة على القطاع، وأن استمراره في ربط الوضعين الإنساني والاقتصادي بملفّ الأسرى سيؤدّي في النهاية إلى تجدّد المواجهة.وتواصلت، أمس، عمليات إطلاق البالونات المتفجّرة باتجاه مستوطنات غلاف غزة، في حين أُبلغ عن وقوع عدد من الحرائق في تلك المستوطنات لليوم الثاني على التوالي. وعلى رغم أن الاحتلال قصف مواقع داخل القطاع ردّاً على إطلاق البالونات وتسبّبها بحرائق، إلّا أنه لم تصدر منه ردود خلال اليومين الماضيين. ومع استمرار تعامل العدو بهذه الطريقة مع غزة، نقلت مصادر، لـ»الأخبار»، أن هذا الواقع قد يدفع بعض الفصائل الفلسطينية إلى إطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات الغلاف خلال الفترة المقبلة، في إطار تصعيد الضغوط على إسرائيل. وبحسب المصادر، فقد أمهلت الفصائل دولة الاحتلال حتى نهاية الأسبوع الجاري، لإدخال المنحة القطرية وفتح المعابر وإدخال مواد الإعمار، وإلا فإن «التصعيد سيكون مكثّفاً على طول الحدود، وسيتّخذ أشكالاً أخرى أكبر وأوسع».
تُواصل دولة الاحتلال طرح قضية الجنود الأسرى كشرط لتحسين الأوضاع في غزة


ويأتي هذا فيما عادت إسرائيل إلى طرح إدخال المنحة القطرية إلى غزة عبر «برنامج الغذاء العالمي»، من خلال توفير بطاقات شرائية للفقراء، لكن حركة «حماس» لا تزال ترفض ذلك الخيار، وتطالب بإدخال الأموال لتُصرف نقداً لصالح الأسر الفقيرة، وهو ما أبلغته للقطريين. وناقش رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، خلال لقائه وزير الخارجية القطري، محمد آل ثاني، في الدوحة، الجهود القطرية في ما يخصّ الإعمار والمنحة، والتي قال آل ثاني إنها «تسير بخطى حثيثة»، بحسب بيان صادر عن «حماس».
بالتوازي مع ذلك، تُواصل دولة الاحتلال طرح قضية الجنود الأسرى كشرط لتحسين الأوضاع في غزة وفتح المعابر وبدء عملية الإعمار. لكن مصادر فلسطينية نقلت إلى «الأخبار» أن الوسيط المصري طرح مقترحاً جديداً يتعلّق بتنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، بما يشمل الإفراج عن الجنديَين أبرهام منغستو وهشام السيد، وتقديم معلومات عن الجنديَين شاؤول آرون وهدار غولدن، مقابل إفراج العدو عن مئات الأسرى، من ضمنهم الأطفال والنساء. وبحسب المصادر، فإن حركة «حماس» تنتظر ردّ الحكومة الإسرائيلية لتُقدّم رأيها للمصريين. وكانت مصادر استخبارية مصرية نقلت، إلى صحيفة «الأهرام» المصرية، أن الاحتلال يشترط التوّصل إلى تفاهمات تهدئة جديدة مع «حماس» قبل حلّ ملفّ الجنود الأسرى.
إلى ذلك، كشفت قناة «كان» العبرية أن صواريخ المقاومة التي أُطلقت من غزة، خلال معركة «سيف القدس»، استهدفت بنى تحتية خدماتية في مدينة عسقلان، بما فيها خزّان الوقود، ما أدّى إلى «اشتعال حرائق تسبّبت بصعوبة في التنفّس وتهيّج في الحلق وحرقان في العينين للعديد من المستوطنين». كما كشفت القناة أن الصواريخ تسبّبت باندلاع حريق في منشأة نفطية في المدينة، مرتبطة بخطّ أنابيب نفط يربط بين إيلات على البحر الأحمر وعسقلان، وينقل 600 ألف برميل يومياً.