بغداد | تتحدث الأوساط السياسية العراقية عن نجاح مفاوضات بين حكومة بغداد وعدد من علماء الدين وزعماء العشائر في العاصمة الأردنية عمان، لإنهاء أزمة الأنبار غرب العراق، رغم نفي «أحد أطراف الأزمة» الشيخ علي حاتم السليمان خوض أية مفاوضات مع أي شخصية حكومية، مشدداً على «استمرار الثورة العسكرية، والاتصال بجميع الجهات ذات التأثير الحقيقي على الأنبار لتحقيق مطالب أهل السنّة».
وقال السليمان في تسجيل مصور بث عبر صفحته على الفيسبوك إن «وجوده في عمان هو من أجل التباحث مع علماء الدين بخصوص الأزمة في الأنبار»، محذراً أطرافاً لم يسمّها «من استغلال ثورة أهل السنّة، من حلف الغادرين والمتعاونين مع الحكومة». واستدرك بالقول «لكن الكل خاسر من هذه الحرب، إلا أننا أصحاب قضية والثورة أعطت نتائج طيبة وأثبتت أن الأنبار معقل أهل السنة».
في غضون ذلك، كشف مصدر حكومي مطلع لـ«الأخبار» عن «نجاح المفاوضات مع عدة أطراف مؤثرة، لا مع السليمان»، مضيفاً إن «المفاوضات جرت في عمان الأسبوع الماضي، بين وفد يمثل الفصائل المسلحة وشيوخ عدد من العشائر ورجال الدين، وبين مبعوث رئيس الوزراء والمفاوض البارز في الأزمات التي مر بها العراق طارق نجم، انتهت الى اتفاق ينص على وقف القتال في الأنبار، وانسحاب المسلحين من جميع المناطق المنتشرين فيها، في مقابل عودة الجيش الى ثكنه». وتابع إن «الاتفاق تضمّن استبدال الإدارة المحلية لمحافظة الأنبار، ووقف أي ملاحقات قانونية بحق المسلحين المطلوبين».
من جهته، اتهم محافظ الأنبار السابق وعضو الإدارة المحلية للأنبار حالياً قاسم محمد، في تصريح لـ«الأخبار»، وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي بالتعمد في تأزيم الموقف الأمني في المحافظات الغربية لدواع انتخابية. وقال محمد إن «إطالة فترة الأزمة هي لأغراض انتخابية وتبينت من خلال المشاكل التي حصلت يوم التصويت، إذ إن وزير الدفاع استفاد من الظروف الأمنية غير المستقرة في الأنبار انتخابياً»، متوقعاً أن يتم حل أزمة الأنبار قريباً.
اتهام وزير الدفاع بالوكالة بتأزيم الموقف في المحافظات الغربية لدواع انتخابية

يذكر أن سعدون الدليمي الذي يشغل وزارة الدفاع وكالة ووزارة الثقافة أصالة هو أحد حلفاء رئيس الوزراء نوري المالكي في مشروع الأغلبية السياسية الذي يتغنى به ائتلاف دولة القانون.
وكانت الأنبار قد شهدت أدنى نسبة تصويت بين المحافظات العراقية نتيجة الأوضاع الأمنية غير المستقرة، حيث بلغت 20% وفق النتائج الأولية، في وقت أعلنت فيه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مشاركة نحو 60% من العراقيين في التصويت.
على الصعيد الأمني، وغداة إعلان الحكومة العراقية فتح سدة الفلوجة بعد أقل من شهر على إغلاق الجماعات المسلحة ناظم نهر الفرات وقطع المياه على عدة محافظات ومناطق زراعية عراقية، وغرق المناطق المجاورة للفلوجة، نفت وزارة الدفاع العراقية في بيان، تلقّت «الأخبار» نسخة منه، سيطرة قوات الجيش على سدة الفلوجة، لكنها أكدت مقتل وإصابة 77 مسلحاً في الأنبار والفلوجة، في عمليات أمنية منفصلة، وهروب العشرات من عناصر تنظيم داعش صوب صحراء الجزيرة.
وشهدت مدينة الفلوجة ليلتي الثلاثاء والأربعاء قتالاً عنيفاً، وقصفاً بطائرات الهليكوبتر الحربية، لكن الجيش أوقف عملية اقتحام الفلوجة لأسباب مجهولة.
وبينما رافق العملية الأمنية الجارية في عدة مناطق من الأنبار تعتيم إعلامي كبير، أشار سكان محليون لـ«الأخبار» الى أن المناطق المحاذية للطريق الدولي الواصل حتى منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن تعرضت لقصف جوي ومدفعي، مرجحين أن يكون هذا الهجوم استعداداً لاقتحام الفلوجة قريباً.