القاهرة | لو قدر للمرشح للانتخابات الرئاسية في مصر حمدين صباحي النجاح في الانتخابات وحكم مصر، فإن أرض الكنانة ستتحول إذا ما نفذ برنامجه الانتخابي إلى بلاد الرفاهية والبحبوحة. الوعود ببلاد يحترم فيها الفقير والفلاح والشباب هي أبرز النقاط التي يعتمد عليها زعيم التيار الشعبي في مخاطبة المصريين خلال جولاته ضمن حملة الدعاية الانتخابية.
صباحي تعهد خلال المهرجان الجماهيري الذي عقده في القليوبية أمس، «إنه إذا تولى حكم مصر، فلن يكون فيها شخص جائع أو مهان»، موضحاً أن العدالة الاجتماعية تعني رعاية الفقراء. وقال: «في حال فوزي بالرئاسة سأسقط ديون الفلاحين، معركتي العظيمة هي القضاء على الفقر».
وأضاف أن من يتخلى عن المسار الديموقراطي والاستقرار يفرط في دم الشهداء والمصابين، موضحاً أن الشعب المصري يستحق حياة كريمة وأن يسير في مسار ديموقراطي محدد.
وشدد صباحي على أن «من سيرفع السلاح ضد مصر أو الشعب أو الجيش والشرطة سنرفع المدافع في وجهه، ومن سيقول رأيه دون أن يدعو لعنف أو تفرقة بين المصريين سيكون مثل أي مواطن مصري آخر له كافة الحقوق وعليه نفس الواجبات»، ملمحاً إلى أعضاء جماعة الإخوان. وأعلن زعيم التيار الشعبي برنامجه الانتخابي الذي يتضمن توزيع مشروعات صغيرة ومتوسطة توفر ملايين فرص العمل، وتعهد العمل على تفعيل فكرة «بنك الصعيد» الذي يمول المشروعات الصغيرة للشباب، مؤكداً أنه سيوفر فرص عمل للشباب تعود عليهم بالدخل الوافر.
وأضاف أنه لن يتخلى عن أحلام المصريين ويفرط في دماء الشهداء والمصابين، لافتاً إلى أن تحقيق العدالة الاجتماعية سيكون عبر التنمية الشاملة. وأكد أن الخدمات الصحية والتعليم على رأس أولويات برنامجي الانتخابي.
وتابع صباحي أن الشعب المصري يستحق حياة كريمة وأن يتمتع بالديموقراطية، مشيراً إلى أنه سيحدد سعر المحاصيل الزراعية قبل زراعتها.
وتعهد صباحي بناء دولة ديموقراطية مدنية، لن يحرم فيها أحد حق التعبير السلمي عن رأيه، مضيفاً: «هذا هو عهدنا أمام الله، وسنعيد الأمن في أقرب وقت».
وتعهد صباحي أيضاً، في مهرجان جماهيري في مدينة بنها، العفو عن جميع سجناء الرأي في حال انتخابه رئيساً، وكذلك تعديل قانون التظاهر لينظمه لا ليمنعه.
وأكد صباحي «مش عاوزين رئيس يأكلنا ويسد بقنا ومش نتكلم، ولا رئيس يقولنا اصرخوا واهتفوا وانتوا مش لاقيين أكل، من حق مصر الخبز والحرية، لقمة العيش والديموقراطية مع بعض».
وأشار صباحي إلى أن «الديموقراطية طريق لمواجهة الإرهاب».
وكان صباحي قد أعلن خلال ظهوره أول من أمس على قناة «النهار 2» ضمن برنامج «موعد مع الرئيس»، أن السبب الرئيسي في ترشحه هو طموحه في أن يرى مصر دولة ناجحة، بدلاً من دولة فاشلة عجوز. وأكد أنه لو لم يجد في نفسه القدرة على الحكم لما تقدم للرئاسة.
وأضاف صباحي إن قراره الترشح للرئاسة مرتبط بأحوال مصر بعد تجاوز ثورتين عظيمتين في «25 يناير» و«30 يونيو»، قائلاً: «أعطينا تضحيات وأسقطنا رئيسين، ولكن السياسات القديمة لم تتغير»، موضحاً أنه يرشح نفسه، من أجل سياسات جديدة.
وأكد صباحي أنه لن يكون هناك مجال لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة كتنظيم على الساحة السياسية في بلاده، في حال فوزه بالرئاسة، متهماً «الإخوان» بتحدي إرادة الشعب المصري بعد تظاهرات «30 يونيو».
وأشار إلى أن التعامل مع أنصار «الإخوان» سيجري بالقانون حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، موضحاً أن من سيُمارس الإرهاب منهم سيعامل بسيف القانون، أما من سيعبر عن رأيه سلمياً فلن يُضار أو يُطارد أو يُلاحق، على حد تعبيره. وشدد على أن موارد مصر سُرقت بسبب الفساد، مؤكداً «سنعيد وضعها لمصلحة الشعب وبمواردنا الطبيعية والبشرية سننجح، وأنا رجل عندما أعد سأوفي، والضمان في أن وعودي ستنفذ هو أن الشعب لن يقبل برئيس يعيد سياسات الفساد والاستبداد، وأقدم برنامجاً أثق في قدرتنا على تنفيذه».
كذلك كشف عن نيته تعيين 3 نواب لرئيس الجمهورية حال فوزه في الانتخابات، مشيراً إلى أنه ينوى تخصيص نائب للتنمية وآخر للديموقراطية والأخير للعدالة الانتقالية والأمن. وأكد عدم وجود حزب مؤيد الآن للحصول على أغلبية برلمانية، موضحاً أن «الأحزاب غير مهيّأة في مصر للحصول على الأغلبية في البرلمان، فالإدارة الناجحة هي التي تخضع للمحاسبة والشعب سيكون رقيباً على أداء الحكومة، والمدخل للإصلاح سيكون بتشريعات جديدة».
وأشار صباحي إلى أن الدولة لم تتحسن، ولم يستطع المواطن أن يقول رأيه وهو مطمئن، فالمصريون ليس لديهم استعداد لتنظيم ثورتين، ثم يتخلون عنهما، فالثورتان أُحيلتا لسلطة انتقالية، ولم تكونا على مستوى طموحات الشعب المصري. وتعهد المرشح الرئاسي بقدرته على تنفيذ جميع وعوده، مشيراً إلى أن الشعب لن يقبل برئيس يعيد سياسات الفساد والاستبداد.
وفي السياسة الخارجية، أعلن صباحي أنه سيمنع المعونة الأميركية في حال فوزه بالرئاسة، لأنها تجعل مصر تابعة لواشنطن، مضيفاً: «إحنا مش متزوجين من أمريكا أو غيرها، وعصمتنا في إيدنا ولن نكون تابعين لأحد».
وأعلن رفضه المعونة الاقتصادية الأميركية، مع الإبقاء فقط على شقها في المساعدات العسكرية، موضحاً أن أميركا أكبر مستفيد من هذا الشق، ومشيراً إلى أنه، في حال فوزه بمنصب الرئيس، سيقيم علاقات مع الجميع اميركا، روسيا، الصين، جنوب أفريقيا، وغيرها، بما لا يضع مصر تحت تبعية أحد.
وأشار صباحي إلى أنه سيلتزم كافة الاتفاقيات التي أبرمتها مصر على مدى التاريخ، ولكنه سيعمل على تعديل نصوص اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، حتى تصبح سيناء ملكاً للمصريين. وأضاف أنه في حال فوزه سيسعى إلى إنشاء كيان بديل لجامعة الدول العربية. ولم يوضح صباحي طبيعة هذا الكيان وطريقة تشكيله.
وفي طرحه لرؤيته للسياسة الخارجية المصرية في برنامجه الانتخابي، قال صباحي إن «مصر هي كبيرة العرب، وتسعى لدور خارجي يحقق مصالحها». وأضاف: «ندعم علاقة مستقرة مع دول الخليج ومنهم قطر إن تابت وأنابت وعادت لعروبتها، بدلاً من دعمها لجماعة الإخوان على حساب الشعب المصري».
(الأخبار)