القاهرة | استحوذ الظهور الإعلامي الأول للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي على اهتمام المصريين، مؤيدين ومعارضين، وتبادلته الألسن استماعاً ونقداً. شخصيتان مصريتان تابعتا المقابلة باهتمام أكثر من غيرهما، بما أن السيسي محتمل أن يرث منصبيهما، الرئيس المخلوع حسني مبارك والرئيس المخلوع محمد مرسي.
مصادر مطلعة من مكان إقامة مبارك ومرسي أكدت لـ«الأخبار» أن الرئيسين السابقين حرصا على مشاهدة لقاء السيسي المسجل كاملاً، واختلفت انطباعاتهما حيال المقابلة كلٌّ بحسب نظرته للمشير.
ووفق مصادر «الأخبار» القريبة من مبارك في مستشفى القوات المسلحة في المعادي حيث يعالج، نقلت أن الرئيس المخلوع شدد على أن «الرهان الحقيقي أمام السيسي هو تنفيذه البرنامج الرئاسي الذي وعد به»، واستطرد قائلاً إن «المواطنين لن يصبروا كثيراً على رئيس يتكلم دون أفعال حقيقية ملموسة».
وأكدت المصادر أن «مبارك الذي أنصت جيداً إلى السيسي رغم آلامه، أبدى ارتياحاً بشخصيته، وظل يردد عقب انتهاء الحلقة أن السيسي سيكتسح بفارق 10 ملايين صوت على الأقل».
وأوضح المقربون من الرئيس المخلوع أنه انتبه إلى حديث السيسي عن ملفات الأمن القومي ومواقفه من الدول الأجنبية، مثنياً على حديثه عن البلاد العربية ووضع مصر مستقبلاً وتعاملها مع روسيا وعلاقتها بالولايات المتحدة.
على الضفة الأخرى، أوضحت مصادر «الأخبار» أن الرئيس المعزول القابع في سجن برج العرب، قد «اهتاج غيظاً وأُصيب بهستيريا غضب عارمة بعد انتهاء حلقة السيسي الثانية، وخاصة بعد أن كشف الأخير كل محاولات تصحيح الأوضاع أثناء فترة حكم مرسي». وقالت المصادر الأمنية إن «مرسي ظل مستيقظاً طوال الليل، ورفض مراراً تأكيدات المشير بشأن تولي مكتب الإرشاد حكم مصر».
وبحسب المصادر، ظلّ مرسي يردد: «أنا الرئيس ولا أحد غيري»، وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة، وكرر بعض الكلمات بصوت عالٍ، منها ما هو مسيء إلى الجيش ومعادية لـ«الدولة الانقلابية». كذلك رفض أخذ علاجه، حتى إنه فقد شهيته المعتادة في تناول طعام الإفطار.
وفي محاولة منه لإظهار رفضه التعامل مع طاقم الحراس القريبين من زانزنته، اعتمد مرسي أسلوب التعامل بتعالٍ مع الحراس، مؤكداً لهم من وراء القضبان الحديدية: «أنا الرئيس الشرعي للبلاد» و«السيسى انتزع الحكم».