في تصعيد محسوب، وضمن «الخيارات المتاحة» التي دأبت واشنطن على تنفيذها في مواجهة الحكومة السورية ودعماً لـ«المعارضة المعتدلة»، أعلنت الولايات المتحدة الاعتراف بـ«الائتلاف» المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماري هارف، إنّ مكتب ممثل «الائتلاف» في واشنطن سيعتبر بعثة دبلوماسية، غير أن مندوبه لن يتمتع بالحصانة الدبلوماسية.القرار الذي جاء قبل حوالى شهر من الانتخابات الرئاسية السورية، التي وصفتها واشنطن بالمهزلة، «يهدف إلى تعزيز المعارضة السورية المعتدلة ومواكبة جهودها لمساعدة جميع من يحتاجون الى مساعدة في سوريا»، حسب هارف. ويأتي ذلك عشية قيام رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بزيارة لواشنطن.
ورأى الجربا، تعليقاً على هذا الإجراء، «أنها مرحلة مهمة على طريق سوريا الجديدة على صعيد الاعتراف بها على الساحة الدولية وعلى مستوى علاقات السوريين مع الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أن الإجراء الأميركي يعتبر «ضربة دبلوماسية» لشرعية الرئيس بشار الأسد.

وأوضحت المسؤولة الأميركية أنّ واشنطن ستزيد مساعدتها غير الفتاكة «لمقاتلي المعارضة المعتدلة» وستقدم مساعدة إضافية بقيمة 27 مليون دولار، ما يرفع القيمة الإجمالية للمساعدة إلى 287 مليون دولار، لكنها لم تحدد ماهية هذه المساعدة، مع إقراره بوجود «اختلال في التوازن العسكري».
والإجراء الأميركي الجديد يأتي بعد شهرين من إغلاق الولايات المتحدة للسفارة السورية في واشنطن.
ونقلت قناة «الميادين» عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية أن «الائتلاف لن يمنح حق تسلّم مبنى وموجودات السفارة السورية أو القنصليات».
في سياق آخر، دعا رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام رؤساء مجالس الشعب والنواب والجمعيات الوطنية في عدد من «الدول الصديقة» إلى إيفاد مجموعة من أعضاء برلماناتها والمختصين في الشأن الانتخابي لمراقبة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الثالث من حزيران المقبل. وحسب وكالة «سانا»، فإن رسائل الدعوة وجهت إلى كل برلمانات روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وبوليفيا والإكوادور وأرمينيا.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، أمس، أنّ موسكو تخطّط لتسليم سوريا أول دفعة من طائرات التدريب والقتال «ياك ــ 130» بحلول نهاية العام الجاري، كما أنها تسعى لتنفيذ كامل هذه الصفقة الموقعة مع دمشق لتوريد الطائرات عام 2016. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من شركة «روس أوبورون إكسبورت» التي تدير تصدير الأسلحة الروسية الى الخارج، أن دمشق ستتسلم بحلول نهاية العام الجاري 9 طائرات، وفي عامي 2014 و2016 ستتسلم 12 و15 طائرة على التوالي. بدورها، نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر روسي أنّه قد جرى إنتاج الطائرات الأولى المخصصة لسوريا، لكن الأمر يحتاج إلى اتخاذ قرار سياسي كي يتم تزويد الطائرات بمحركات وتسليمها.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)