القاهرة | لن يخرج المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي، من فندق «الماسة» التابع للقوات المسلحة، الذي يجري فيه لقاءاته، ولن يطوف المحافظات للقاء مناصريه على غرار ما يفعل منافسه حمدين صباحي، بسبب الظروف الأمنية وتهديدات الاغتيالات التي تلقاها خلال عمله كوزير للدفاع وحتى بعد تقاعده.
مصادر داخل حملة السيسي أكدت لـ«الأخبار» وجود معلومات تفيد بأن أي لقاءات للمشير في الشارع قد تكون مستهدفة من قبل أعدائه الرافضين لترشحه، خاصة أنصار جماعة الإخوان المسلمين، مشيرةً إلى أن السيسي سيحاول التواصل مع مختلف التيارات والقوى من خلال اللقاءات المخطط لها مسبقاً.
وفيما تختار الحملة الرسمية للمشير ضيوفه وتحدد لقاءاته، يكتفي الرجل بالحضور داخل الفندق لاستقبال مؤيديه والممثلين للفئات المختلفة الذين يتم اختيارهم سلفاً بعد مراجعة الملف الأمني وميولهم السياسية، حتى لا يتعرض السيسي لأسئلة محرجة، علماً بأنه يحاول دائماً الإجابة عن التساؤلات المحرجة بالتطرق إلى موضوعات أخرى، وهو ما ظهر في لقائه مع الإعلاميين أول من أمس.
كذلك شهد المكتب الإعلامي لحملة المشير تغييرات جذرية أخيراً؛ فعدا عن استبعاد اللواء سمير فرج من مهمة المسؤول عن التخطيط الإعلامي للحملة وإسناد المهمة إلى رئيس قطاع الأخبار الأسبق في التلفزيون المصري عبد اللطيف المناوي المعروف بقربه من المؤسسة العسكرية، عيّن مسؤولين للإعلام بخلاف المتحدثين الرسميين عبدالله المغازي والدكتورة منى القويضي.
الحملة بدأت أمس المؤتمرات الجماهيرية المحدودة داخل الفندق باستضافة 600 سيدة من محافظات مختلفة كممثلات للمرأة، حيث استمع السيسي إلى مطالبهن وطلب دعمهن في سباق الرئاسة، مؤكداً أن المرأة المصرية قادرة على فعل المستحيل.
اللافت أن إجراءات الأمن المشددة التي تحيط بالفندق الذي يلتقي فيه المشير أنصاره لا تجعل المشاركين فيه يشعرون بالسخط، علماً بأنهم يتعرضون للتفتيش أكثر من 4 مرات قبل لقائه، إضافة إلى تسجيل جميع بياناتهم تفصيلاً، وسحب بطاقات الهوية الخاصة بهم.
اللقاءات الجماهيرية للمشير التي سينظمها أنصاره في المحافظات سينوب عنه فيها أعضاء هيئته الاستشارية، مثل السيد عمرو موسى، إضافة إلى المتحدثين الرسميين للحملة.
أما لجنة الشباب التي يشرف عليها الدكتور حازم عبد العظيم وتضم بداخلها محمود بدر أحد مؤسسي حملة «تمرد» وطارق الخولي العضو السابق في حركة «6 أبريل»، فستتولى تنظيم لقاءات مع الشباب في مختلف المجالات والتيارات السياسية لتأييد السيسي، مع تسجيل مشاكل الشباب في كل فئة عمالية وعرضها على المشير.
المؤتمرات الجماهيرية التي أعدّها عدد من رجال الأعمال للإعلان عن تأييد السيسي رأى الخبير العسكري سامح سيف اليزل أن بعضها يأتي رغبة من بعض الطامحين في الحصول على أصوات مؤيدي السيسي في الانتخابات البرلمانية عند ترشحهم لها، مشيراً إلى ضرورة أن تعلن الحملة الرسمية للمشير عن المؤتمرات الجماهيرية التي تنظمها بالتعاون مع الحملات الشعبية لمنع استغلال اسم السيسي بهذه الطريقة.
وأضاف اليزل لـ«الأخبار» أن إجراء الانتخابات البرلمانية بعد الرئاسية مباشرة من سوء حظ المشير، خاصة أنه يحظي بتأييد وشعبية كبيرين في الشارع، مؤكداً أن الحملة بالتأكيد تشعر بالغضب ممّا يحدث، لكنها لم تقم بالعمل على التقليل منه حتى الآن.