بدأ المرشحان للانتخابات الرئاسية في مصر، حمدين صباحي والمشير عبد الفتاح السيسي حملاتهما الرئاسية مع فتح باب الدعاية الانتخابية أول من أمس. صباحي والسيسي أعطيا بعض التفاصيل من برنامجهما الانتخابيين، ففي حين تعهد المشير بتحقيق «الاستقرار والأمان والأمل» في حال فوزه، وعد منافسه ببناء دولة ناجحة في حال فوزه أيضاً.ولم ينتظر السيسي كثيراً لحلول يوم 3 أيار موعد فتح باب الدعاية الانتخابية، إذ أطل منتصف ليل الجمعة السبت، مع وفد من مقدمي البرامج الحوارية المصرية ضمن الهاشتاغ الذي أطلقته حملته الانتخابية «# تحيا مصر» ليعلن بعضاً من المواقف. وأكد السيسي أنه لا يمتلك العصا السحرية، لكنه قال إنها «إرادة المصريين» ولمح إلى الانفتاح على عناصر من النظام السابق ممن قال إنهم يمتلكون «عناصر الخير».

وأضاف السيسي إن ما وصفها بـ«منظومة وعي الناس» تحتاج إلى تطوير كبير واستراتيجية إعلامية ضخمة حتى تنجح، موضحاً أن «بداية المشكلة في مصر كانت عندما ظهرت قيادات دينية بخلفيات متطرفة وحاولت أن تحكم مصر. ونظرت للواقع من دون أن تتحمل مسؤولياته، ولم يكن لديها خلفية علمية أو استراتيجية لبناء الدولة».
وتابع السيسي بالقول: «الخطاب الديني المنعزل عن الواقع خلق مشكلة في نسيج المجتمع المصري». وأعاد السيسي سبب ترشحه للرئاسة وتركه الجيش إلى «حب البلد»، محذراً من أن البلد إذا سقط مرة «لن يعود ثانية». وتابع «المشكلة التي يعانيها البعض أنهم غير مدركين لما قد يحدث في المجتمع في حال استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه». وفي رده على سؤال حول أحداث «30 يونيو» والفترة التي سبقتها، أكد السيسي أنه «أخبر الرئيس السابق (محمد مرسي) قبل 30 يونيو أن البلاد سوف تدخل في نفق مظلم في حال استمرار الخلاف السياسي، قائلاً: «تعاملنا بمنتهى الشرف والأمانة مع الأحداث في مصر خلال فترة حكم الرئيس السابق، وأخبرته أن جماعته سوف تحول الخلاف السياسي إلى خلاف ديني وحرب مقدسة».
وفي سياق متصل، قال الإعلامي عبدالله كمال، الذي شارك في لقاء السيسي، في تصريحات لفضائية «القاهرة والناس» إن السيسي تحدث عن «الإخوان» قائلاً: «سوف أحاجيهم أمام الله يوم القيامة».
وبحسب كمال، فقد استبعد السيسي المصالحة مع جماعة الإخوان، متسائلاً: «من يصالح من؟ ... هو جرحني كمواطن واستخدم جميع الأساليب ضدي، هو الذي يجب أن يتخذ الكثير من الإجراءات ويكفر عن ذنوبه حتى يفكر المواطن في قدرته على التعامل معه مجدداً؟».
بالمقابل، أطلق حمدين صباحي 16 تعهداً ما بين الشأنين الداخلي والخارجي في مسعاه للفوز بالانتخابات الرئاسية. وفي خطاب مسجل بث عبر التلفزيون الرسمي في أول أيام الدعاية الانتخابية واستغرق 14 دقيقة، وفي أول تعهداته في الشأن الداخلي، وعد صباحي ببناء دولة ناجحة، قائلاً «لا بد من إصلاح جذري في مؤسسات الدولة وجعلها خالية من الفساد، شفافة شابة حديثة مسلحة بالمعلومات، وقادرة على تصويب أخطائها بانتظام». كما تعهد صباحي ببناء دولة العدالة الاجتماعية. وطرح صباحي، في تعهده الثالث، محاربة الفقر، وجاء تعهده الرابع متعلقاً بالجانب الاقتصادي، مشدداً على سعيه إلى «خلق فرص عمل حقيقية بنشاط اقتصادي هائل عبر مشاريع اقتصادية صغيرة ومتوسطة نستحدث لها حقيبة وزارية ترعاها، وانتهاءً بمشاريع عملاقة منفتحة على العصر ومع شراكة باستثمارات كبرى في العالم؛ أهمها مشروع الطاقة الشمسية». كما تعهد صباحي بمحاربة الفساد، ومنع تملك الأجانب والاكتتاب والاتجاه لبناء دولة القانون وعزمه على «العفو عن كل سجناء الرأي»، كما وعد كذلك بـ«تعديل قانون التظاهر الحالي لينظم التظاهرات لا ليمنعها» وسعيه إلى «الحفاظ على الدور الوطني للجيش ومكانته، كي يتمكن من لعب دوره في حماية البلاد»، كذلك تعهد بإقامة عدالة انتقالية. وفي ما يتعلق بالشأن الخارجي، أعلن صباحي التزامه بتحقيق 4 تعهدات انطلاقاً من «موقع مصر الجغرافي ودورها».
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، عبد العزيز سالمان، أن اللجنة وافقت على طلب السيسي الحصول على رمز «النجمة»، كما وافقت على طلب صباحي الحصول على رمز «النسر».
من جهة أخرى، أعلن حزب النور السلفي في بيان دعمه للمشير عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية.
من جهة ثانية، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، السيناتور الجمهوري، دان روراباتشر، أن بلاده ليس لديها مشكلة في وصول السيسي لرئاسة مصر إذا جاء عبر انتخابات ديموقراطية. وحذر روراباتشر في تصريح لوكالة «الأناضول» من «نتائج كارثية» ستعود على مصر في حال ثبوت وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل السلطات الحالية.
إلى ذلك، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس أمس مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين في جنوب شبه جزيرة سيناء أسفرا عن مقتل مجند بالجيش وإصابة ثمانية آخرين على الأقل يوم الجمعة الماضي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)