لم يمرّ اليوم السادس من المعركة قبل أن تضع «سرايا القدس» توقيعاً بارزاً على الحشود العسكرية المتاخمة للحدود الشرقية للقطاع؛ إذ أعلنت، في 15 أيار الماضي، تدشين صاروخ من العيار الثقيل، ليس بوزن رأسه المتفجّر فقط، بل باسم «القاسم» الذي اختارته «الجهاد» عرفاناً بدور الشهيد الذي كانت له اليد الطولى في ما وصلت إليه المقاومة. في مواصفات صاروخ «القاسم» الثقيل، يقول أبو الوليد، وهو أحد القادة الإعلاميين في «سرايا القدس»: «هو صاروخ ذو مدى محدود، يتميّز بزنة رأسه المتفجّر الثقيل جداً، والذي يبلغ 400 كيلوغرام من مادة الـ(تي أن تي) الشديدة الانفجار». وبحسب المعلومات التي أفصحت عنها «السرايا»، فإن الصاروخ قادر على تدمير المساحة المحيطة بانفجاره بمدى يتجاوز الـ200 متر، وهو مدى كبير جداً قياساً برؤوس الصواريخ المحدودة الوزن، وقد استُخدم في استهداف الحشود العسكرية شرق مدينة خانيونس. لم تفصح «السرايا» عن المدى الفعلي للصاروخ، غير أن أبو الوليد يوضح أن «فكرة المدى لم تَعُد مشكلة، إذ بإمكان وحدات التصنيع العسكرية، بما امتلكته من تقنية، أن تصل بالصواريخ إلى أبعد نقطة في فلسطين المحتلة»، مستدركاً بأن «ميزة القاسم هو ما يحمله من رأس متفجّر كبير، إذ إن سقوطه وسط حشود عسكرية أو تجمّع للجنود، يُحقّق نتائج دسمة». وبالحديث عن التقنية، فقد تمكّنت المقاومة، خلال السنوات الماضية، من تصنيع مخزونها الصاروخي في داخل القطاع. وبحسب القيادي في «سرايا القدس»، فإن التطوّر الذي شهده التصنيع العسكري المحلي في مجال الصواريخ، جاء بعد الدور الكبير الذي لعبه محور المقاومة، ولا سيما الشهيد الحاج قاسم سليماني، في هذا الصدد. يوضح الرجل: «عقب حرب العام 2012، ظهر الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه توافر صاروخ بإمكانيات صاروخ فجر الإيراني الذي استُخدم في ضرب مدينة تل أبيب. لكن الأزمة، أن الطريق إلى وصول هذا النوع من السلاح ليست مفروشة بالورود ولا بالرمال أيضاً، إذ تخضع لظروف إقليمية ودولية متقلّبة وشديدة التعقيد». يتابع أبو الوليد: «وللتحايل على هذا الأمر، دخلت المقاومة في برامج تدريب مكثّفة احتضنها بعض دول محور المقاومة، وساهم ذلك في رفع كفاءة المقاومة في تصنيع الصواريخ والقذائف على النحو الذي ظهر في هذه الحرب، وفي المعارك التي خاضتها المقاومة بين الحروب خلال السنوات الماضية». أمّا عن سبب التسمية، فالأمر واضح: «غيوم السماء لا تمطر صواريخ، ولا خبرات لصناعة الصواريخ، فقد حصلت المقاومة في قطاع غزة على سلاحها وتقنية تصنيع سلاحها والمال اللازم لتصنيع سلاحها من محور المقاومة الممتدّ من غزة إلى طهران، وكلمة السرّ في كلّ هذا الإنجاز هي الحاج الشهيد قاسم سليماني، وهذا الصاروخ ذو الرأس الثقيل جاءت تسميته لتُخلّد بصمة الحاج قاسم، وتحيي ذكره، وتنسب الفضل إلى أهله».