بالتزامن مع عودة «نغمة» اتهام دمشق باستخدام السلاح الكيميائي، والمطالبة بالتحقيق بذلك ومحاسبة المتهمين، جدّدت فرنسا تأكيدها «خطأ» عدم التدخل العسكري في سوريا بعد حادثة «كيميائي الغوطة» في آب الماضي. باريس التي تتصدّر اليوم لائحة متهمي الحكومة السورية باستخدام هذا السلاح، رأت أنّ عدم التدخل سابقاً أضعف موقف الغرب بمواجهة روسيا.

وقال وزير الخارجية، لوران فابيوس، أمام النواب الفرنسيين: «أعتقد أن خطأ ارتكب في حينها لم تكن فرنسا مسؤولة عنه». وأضاف: «أعتقد أنه لو أنّ بريطانيا والولايات المتحدة تدخلتا في تلك الفترة إلى جانب فرنسا استناداً إلى ما يعرف بالخطوط الحمر (استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع) لما كان تصرف حكومة (الرئيس السوري) بشار الأسد اختلف فحسب، بل كانت اختلفت أيضاً صدقية التدخلات الغربية بالنسبة إلى روسيا».
وكان فابيوس يردّ على نائب في المعارضة رأى أن تدخلاً للقوات المسلحة الفرنسية في سوريا كان سيعزز مواقف «الجهاديين». وانتقد فابيوس مجدداً الانتخابات الرئاسية السورية، مشيراً إلى أنّها «ستكون مهزلة انتخاب بشار الأسد. أود أن أقول إن رجلاً مسؤولاً عن مقتل 150 ألف شخص لا يمكن أن يكون مستقبل شعبه». في السياق، حثّ وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على إجراء تحقيقها حول ادعاءات بتنفيذ هجمات بالكلور في سوريا في أسرع وقت ممكن. وأضاف أنّ «الوقت هو الأساس في تقديم الحقائق كاملة. يجب أن تمنح البعثة القدرة على الوصول إلى كافة المواقع، وأن يسمح لها بإجراء تحقيقها من دون أي تدخلات أو تأخير». وأشارت بريطانيا إلى أنها مستعدة لتقديم أي مساعدة للمنظمة في تحقيقها في الادعاءات «المقززة».
في السياق، عبّرت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من الأنباء حول استخدام الكلور في كفرزيتا السورية من قبل جماعة «جبهة النصرة». ورأى بيان الوزارة أنه «لا يمكن التغاضي عن إمكانية أن الجماعات المعارضة المسلحة قد تحصل في المستقبل على الأسلحة الكيميائية وتستخدمها ضد القوات الحكومية. ولسوء الحظ لم يصغ أحد لتحذيراتنا».
من ناحيتها، نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية تحقيقاً بعنوان «بالدليل الأسد ما زال يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين». مراسلة الصحيفة روث شيرلوك لفتت إلى أنّ «الصحيفة تمكنت من الحصول على عدد من العينات من التربة في ثلاثة مواقع شن الجيش السوري غارات عليها خلال الأيام الأخيرة».
«ديلي تلغراف»:
تحليل العينات أوضح أنّ هناك تلوثاً بالكلور السام
وأشارت إلى أنّ «تحليل العينات الذي أجري خصيصاً للجريدة أوضح أنّ هناك تلوثاً بالكلور السام، وهو ما تعتبره الجريدة دليلاً دامغاً على أن (الرئيس السوري بشار) الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية حتى الآن ضد المدنيين العزل. وتضيف الصحيفة أنّ «التحليل أوضح أنّ العينات تحتوي على كميات واضحة، ولا لبس فيها، من الكلورين السام والأمونيا». وتنقل عن هايميش دبريتون غوردون، «خبير الأسلحة الكيميائية البريطاني الذي كان طرفاً في تحليل العينات»، قوله: «لقد أثبتنا بالدليل القاطع أن النظام السوري استخدم غازي الكلور والامونيا».

17 مرشحاً رئاسياً

إلى ذلك، ارتفع عدد المتقدمين بطلبات ترشيحهم إلى الانتخابات الرئاسية السورية إلى 17 شخصاً، مع إعلان رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، أمس، تلقي ستة طلبات جديدة. وأفاد اللحام بأنّ مجلس الشعب تلقى إشعارات من المحكمة الدستورية العليا بتقديم محمود خليل حلبوني، ومحمد حسن الكنعان، وخالد عبده الكريدي، وبشير محمد البلح، وأحمد حسون العبود، وأيمن شمدين العيسى ترشحهم للرئاسة.
في موازاة ذلك، رأى منسق «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة، حسن عبد العظيم، أنّ إجراء الانتخابات الرئاسية لن يحل الصراع. وأضاف، في مؤتمر صحافي في دمشق، أنّ «الانتخابات لن تجرى في ظروف طبيعية. الانتخابات تكون في بلد هادئ، فيه استقرار وفيه صناديق انتخابات... وبرامج انتخابية وتنافس وحملات ودعايات. هذا مستحيل في سوريا. الوضع السوري الحالي مستحيل». ولفت إلى أنّه «نريد تشكيل حكومة انتقالية»،
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)