في تهويلٍ أميركي على حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة، أعلنت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون أمس عن أن «أي حكومة فلسطينية تضم حماس ستواجه قطعاً للمساعدات الأميركية». وأضافت، خلال جلسة استماع في الكونغرس: «لن تذهب أي مساعدة أميركية إلى الحكومة إلا إذا قبلت حماس بشروط الرباعية، وهي نبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات السابقة، والأهم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود».
وكان القيادي في «حماس» محمود الزهار، قد نفى في وقتٍ سابق أمس أن يكون اتفاق المصالحة الفلسطينية اعترافاً من حماس بحق إسرائيل في الوجود، مؤكداً أنه لا يعني خضوع أي نشطاء في غزة لسيطرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي شأن حكومة الوحدة، أكد الزهار، في مقابلةٍ مع وكالة «رويترز»، أن «حماس سلمت قوائم بأسماء الوزراء المحتملين، غير أن عباس يتمهل في تشكيل الحكومة، سعياً إلى التغلب على معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل». ورأى الزهار أن عباس يستخدم اتفاق المصالحة للضغط على إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته قلق إزاء تهديد الولايات المتحدة بتعليق مساعدات قيمتها مئات ملايين الدولارات. وتعليقاً على إعلان عباس اعتراف الحكومة المقبلة بإسرائيل والتزامها المعاهدات السابقة، نفى الزهار هذا الأمر، واصفاً إياه بالـ«لفتة الجوفاء»، ومشيراً إلى أن الوزراء سيكونون أكاديميين ليست لهم صلاحية سياسية، وأن عباس يروج للحكومة بهذه الطريقة لتقليل الضغط، إلا أنها ستكون حكومة وحدة وطنية لا حكومة عباس.
من جهته، جدّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، تمسّك الحركة بتحقيق المصالحة الفلسطينية، قائلاً في كلمة عبر الهاتف خلال تشييع جثماني القياديين في كتائب القسّام عادل وعماد عوض الله، اللذين أفرجت إسرائيل عنهما أول من أمس، «إن غزة ليست عبئاً وليست خارج السياق، وهي رافعة للوطن ولفلسطين ولمشروعنا الوطني».
ودعا إلى تشكيل استراتيجية فلسطينية وطنية موحدة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني «لنحفظ ثوابتنا، بعد فشل المفاوضات وفي ظل التعنّت الإسرائيلي واللامبالاة الأميركية». وأضاف: «طريقنا المقاومة وخيارنا الجهاد، وهي الاستراتيجية الفلسطينية الأصيلة، لنبني وطننا ونحرّر أرضنا ومقدّساتنا وكي يعود اللاجئون والأسرى».
وفي السياق نفسه، تستمر نتائج المصالحة بالتفاعل، وكانت آخرَها مطالبة لجنة الحريات المنبثقة من اتفاق المصالحة، التي عقدت أمس للمرة الأولى في اجتماعين منفصلين في غزة والضفة الغربية، الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين لدى «فتح» و«حماس».
أمنياً، أعلنت سلطات الاحتلال أمس اعتقال سبعة أشخاص قالت إنهم ينتمون إلى حركة حماس وكانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام العبرية، فإن عمليات الاعتقال جرت في كانون الأول وآذار الماضيين وسُمح بالكشف عنها صباح أمس. وذكرت التقارير الإسرائيلية أن ستة من المعتقلين هم من سكان مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، فيما السابع، ويدعى خالد داوود، 21 عاماً، هو من فلسطينيي الـ 48.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، سما)