استمرت الحملة الأمنية للجيش اليمني لاجتثاث القاعدة من جنوب البلاد أمس لليوم الثاني على التوالي، مسجلة 36 قتيلاً بين عسكر ومسلحين للقاعدة، في وقت شدد فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على ضرورة القضاء على «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية. وأفادت مصادر أمنية عن مقتل ثلاثة جنود من الجيش اليمني على أيدي عناصر من القاعدة. وقد عثر سكان مدينة عتق في محافظة شبوة على جثث الجنود الثلاثة وعليها آثار تعذيب، بحسب مسؤول أمني. الجنود الثلاثة المقتولون هم من ضمن الخمسة عشر عسكرياً الذين خطفتهم القاعدة في اليوم الاول من العملية العسكرية. وبحسب المسؤول نفسه، تم الافراج عن جنديين آخرين بعد تعرضهم لضرب مبرح، فيما لا يزال مصير العشرة الآخرين مجهولاً. وبعد العثور على الجثث، نفذ الجيش انسحاباً تكتيكياً متراجعاً 5 كلم إلى شرقي عتق. من جهة أخرى، أكد قائد عسكري ميداني مقتل ثلاثة من عناصر القاعدة وإصابة عشرة في إطلاق نيران مدفعية الجيش على بلدتي سناج والمعجلة في محافظة أبين، لترتفع حصيلة قتلى العملية التي انطلقت الثلاثاء بذلك إلى 36، هم 21 جندياً و15 مقاتلاً من القاعدة. وحذر الجيش اليمني المواطنين من استخدام الطريق العام الرابط بين محافظتي أبين وشبوة حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم.

في المقابل، أفاد الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع عن «أن عمليات ضرب أوكار الإرهاب مستمرة وبعزيمة عالية حتى يتم القضاء على عناصر الإرهاب والتخريب وتخليص محافظة أبين والوطن عموماً من شرورهم». ثم ساد هدوء حذر في منطقة مفرق الصعيد التي شهدت مواجهات عنيفة بين وحدات من الجيش ومسلحين تابعين للقاعدة لساعات طويلة. غير أن مصادر أمنية رجحت عودة الاشتباكات خلال الساعات المقبلة.
في سياق متصل، أقال وزير الداخلية اليمني، اللواء عبده حسين الترب، عددا من القيادات الشرطية في مديرية «حدة»، وسط العاصمة صنعاء.
أقال وزير
الداخلية اليمني
عدداً من قيادات الشرطة
وأشار مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة إلى أن سبب إقالة القيادات المذكورة، هو «تكرار الاختلالات الأمنية في نطاق مديرية حدة التي كان آخرها محاولات اغتيالات واختطاف دبلوماسيين أجانب».
في موازاة ذلك، علق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على الحملة البرية التي يخوضها الجيش اليمني قائلاً: «ينبغي ألا يتاح للقاعدة في جزيرة العرب أي مكان لتختبئ فيه». وأكد، في افتتاح الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن، مواصلة دعم الاستقرار ومكافحة الارهاب عبر إصلاح القطاع الامني. وأضاف هيغ «إن المجتمع الدولي لن يقبل بأي عمل عنيف أو أي عمل آخر يهدف الى عرقلة العملية الانتقالية في اليمن».
كذلك دعت مجموعة «أصدقاء اليمن» التي تضم 39 دولة ومنظمة، السلطات اليمنية إلى إجراء إصلاحات تمهيداً للحصول على المساعدات الدولية.
وشجّعت، في بيانها الختامي، حكومة اليمن على «تحديد برنامج زمني لإصلاحات اقتصادية واتخاذ قرارات في شأن الإصلاحات المهمة بهدف تسريع وتيرة الوفاء بوعود المساعدة».
من جهتها، دعت السفيرة البريطانية لدى اليمن، جين ماريوت، الحوثيين إلى «التخلي عن أسلحتهم والالتزام بالعملية السياسية وتشكيل حزب». وأضافت ماريوت أن «لدى الحوثيين عدداً من الدوافع، من بينها شكل إقليمهم المرتقب»، إذ إن «الحوثيين مستاؤون من شكل إقليمهم المعتمد بين الأقاليم الستة، لكونه لا يتمتع بموارد طبيعية أو مرفأ مائي». وحول مؤتمر أصدقاء اليمن في لندن، قالت ماريوت إن «الاجتماع سيبحث ثلاثة عناصر أساسية، هي الوضع السياسي والاقتصادي والأمني».
على صعيد آخر، أرجأ مجلس النواب اليمني للمرة الثانية استجواب وزيري الداخلية والدفاع عبده الترب ومحمد ناصر أحمد الى الاسبوع المقبل في قضية ضربات لطائرات أميركية من دون طيار في مناطق مختلفة في البلاد.
بدوره، اعتذر وزيرا المال والنفط صخر الوجيه وخالد بحاح عن الحضور أيضاً بحجة عدم إبلاغهما مسبقاً. وكان البرلمان اليمني قد طلب حضورهما جلسة يوم أمس، لاستجوابهما بشأن أزمة المشتقات النفطية التي تشهدها البلاد. الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية إفشال عناصر الأمن لعمليّة اختطاف القائم بأعمال سفارة الإمارات قبل شهر تقريباً من قبل خلية تابعة لتنظيم القاعدة في البلاد. وأكد المتحدث الرسمي في الوزارة محمد القاعدي أنّه تمّ القبض على ستة من عناصر الخلية «عثر في حوزتهم على أسلحة وبطاقات وجوازات سفر مزورة».
(الأخبار، أف ب، الأناضول)