بعد ستة ترشيحات لمنصب الرئاسة السورية، جاء الترشيح السابع ليضفي جدية على السباق. الرئيس بشار الأسد أضحى اسمه على اللائحة التي قد لا ينجح فيها منافسوه في إكمال ترشيحاتهم في حال لم يحصلوا على التوكيلات اللازمة من 35 عضواً في مجلس الشعب. ترشح الأسد غير المفاجئ قد يتحوّل إلى استفتاء أو سيقود، نظرياً، الى أول انتخابات رئاسية تعددية في سوريا.وأعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أنّه تبلغ «من المحكمة الدستورية العليا (...) طلباً من السيد بشار بن حافظ الأسد تولّد دمشق 1965، أعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية».

ورغم عدم إقفال باب الترشح قبل الأول من أيار، بدأ النواب بالتصويت على أسماء المرشحين الذين يرغبون في تأييدهم. وبعد إعلان الترشيح، نقلت وكالة «سانا» عن الرئيس السوري قوله إنّ «مظاهر الفرح التي يعبّر عنها مؤيّدو أيّ مرشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب أن تتجلى بالوعي الوطني أولاً، وبالتوجه إلى صناديق الاقتراع في الموعد المحدد ثانياً». وخرجت، أمس، مسيرات في مناطق عدة من دمشق وحمص وحماه، «تأييداً للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري بانتخابات رئاسة الجمهورية، ودعماً للجيش والقوات المسلحة». وفي سياق متصل، لن يتمكّن من غادر سوريا «بطريقة غير شرعية» من الاقتراع في البلد الذي يوجد فيه، بحسب ما أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات هشام الشعار. وأوضح المسؤول، في حديث صحافي، أنّ اللجنة العليا للانتخابات ستعمل على استحداث مراكز للانتخابات «في كل المناطق السورية»، مشيراً إلى أنّ «المناطق الساخنة ستكون من ضمن أولويات اللجنة». في المقابل، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنّ «الانتخابات الرئاسية في سوريا وترشّح الأسد عبثية ومحاكاة ساخرة مأساوية، لا يمكن أن تضفي أيّ شرعية». بدوره، قال الأمين العام لـ«الائتلاف» المعارض، بدر جاموس، إنّ «ترشح الأسد يعكس انفصالاً تاماً عن الواقع، ويعدّ مشهداً لوأد تطلعات الشعب السوري بالحرية والعدالة والديمقراطية».
في موازاة ذلك، نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً عن وضع الرئيس السوري. وذكرت الصحيفة أنّ حكم «الأسد كان يبدو في بداية الانتفاضة عام 2011 وكأنه آيل إلى السقوط، لكن تسارع الأحداث في الأشهر التسعة الماضية، أظهره واثقاً بدرجة أكبر». ويرى التقرير أنّ هذا الوضع يدلّ على أنّ «حلفاء النظام السوري في روسيا وإيران يواصلون تقديم المساعدات له، وأن فصائل المعارضة المسلحة تزداد تشرذماً». وختمت الصحيفة بالقول إنّ من الخطأ مع ذلك أن تعتقد الدول الغربية بإمكانية الوصول إلى حل في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة.
إلى ذلك، أعربت السعودية عن «القلق البالغ» لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية للشعب السوري. وجددت دعوة المجتمع الدولي إلى إيصال المساعدات والمواد الإغاثية للمحتاجين إليها من المصابين والمرضى والمشردين والمهجرين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)