رسم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المعالم الأساسية لفترة رئاسته الرابعة، التي أدى يمينها الدستورية أمس بحضور نواب ومسؤولين إلى جانب مرشحي الانتخابات الرئاسية.بوتفليقة حدد في خطابه القَسم الذي وزع مكتوباً، ابرز الملفات التي سيعمل عليها في السنوات الخمس المقبلة لبناء «جزائر الحداثة».

وأعلن «فتح ورشة إصلاحات سياسية تفضي إلى مراجعة الدستور»، وذلك «من منطلق الارادة الحازمة بتعزيز الوفاق الوطني وجعل الديمقراطية تقطع أشواطاً». وأوضح أن هدف هذه الاصلاحات هو «تعزيز الفصل بين السلطات ودعم استقلالية القضاء ودور البرلمان، وتأكيد مكانة المعارضة وحقوقها، وضمان المزيد من الحقوق والحريات للمواطنين»، داعياً القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية للمساهمة في هذا العمل.
بوتفليقة، الذي تعهد أن يكون «رئيس جميع الجزائريين»، دعا أبناء وبنات شعبه من مختلف الانتماءات الحزبية والسياسية إلى مساعدته على «خدمة الوطن وترقية الرغبة المشتركة في الديموقراطية، وإلى الانخراط في بناء جزائر الحداثة»، على أن يجري ذلك «في كنف التمسك بالثوابت الوطنية ومقومات هويتنا الوطنية من إسلام وعروبة وأمازيغية».
كذلك أكد أن «أولوية عمله في الولاية الرابعة تتمثل في الحفاظ على استقرار البلاد ودعم المصالحة الوطنية التي تبناها الشعب»، مشيراً إلى أن «القانون سيضرب بيد من حديد كل اعتداء إرهابي يستهدف أمن المواطنين والممتلكات».
دعوة الرئيس السبعيني للاصلاحات ليست الأولى، إذ دعا عام 2012 إلى ورشة عمل شبيهة، شملت قوانين الانتخابات والأحزاب، والجمعيات والإعلام لمواجهة موجة «الربيع العربي»، مشيراً إلى أن بلاده تمثل استثناءً من هذه الموجة، وسط انتقاد المعارضة لهذه الاصلاحات، التي وصفتها بكونها «شكلية» هدفها «تجنب ثورة الشارع».
على صعيد آخر، قاطع رئيس الحكومة السابق علي بن فليس (70 عاماً) وهو المنافس الأول لبوتفليقة حفل القسم، داعياً أطراف المعارضة إلى التكتل لإنشاء جبهة ضد النظام الحاكم في البلاد، بهدف تحقيق التغيير السلمي والديموقراطي في الجزائر، مشيراً من جديد إلى «عملية التزوير المفضوحة التي شهدتها الرئاسيات الماضية».
وبعد تأديته اليمين، كلف بوتفليقة رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال بتشكيل الحكومة، في بيان رئاسي. بذلك ينهي الرئيس مهام يوسف يوسفي الذي شغل المنصب بالنيابة، خلال ادارة سلال للحملة الانتخابية لبوتفليقة. وقد شغل سلال منصب رئيس الوزراء من ايلول 2012 حتى آذار 2014، قبل ان يتفرغ لإدارة حملة الرئيس.
(أ ف ب، الأناضول)