حمص | على رغم التوقّعات بحضورٍ كثيف من جانب الناخبين في المناطق التي ظلّت تحت سيطرة الدولة السورية طيلة سنوات الحرب في محافظتَي حمص وحماة، بدت لافتةً نسبة المشاركة في المناطق التي استعادتها الدولة أخيراً، والتي كانت منخفضة بسبب عدم عودة غالبية أهلها المهجّرين إليها. وبدا المشهد مختلفاً تماماً في ساحات لطالما شهدت تظاهرات ضدّ الدولة، كحيّ الوعر الذي شهد طوال يوم أمس، احتفالات وتجمّعات تؤكد خيار أهله الداعم للدولة.[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
وشهدت مدن وبلدات الرستن وتلبيسة وغيرها في ريف حمص الشمالي، حضوراً كبيراً للناخبين بمعدّل بلغ أكثر من 13 ألف ناخب في تلبيسة، ونحو 10 آلاف في قرى الحولة، بينما تضاعف العدد في مدينة الرستن. وعزا رئيس مجلس مدينة حمص، أحمد الرحال، في تصريح إلى "الأخبار"، كثافة المشاركة بعودة عدد كبير من العائلات إلى ريف حمص الشمالي من مختلف المناطق السورية ومن الخارج، ولا سيما من لبنان. وقال الرحال إن "حمص شهدت إقبالاً يُعدّ من الأكبر على مستوى البلاد في الانتخابات الرئاسية".
وفي المقابل، لم تكن المشاركة كبيرة في بلدات كفرزيتا واللطامنة ومورك وحلفايا في ريف حماة الشمالي، والتي استعادتها الدولة السورية أخيراً، وذلك بسبب الأعداد القليلة من العائلات العائدة إليها من مناطق النزوح، لكون تلك البلدات متاخمة لمناطق سيطرة الفصائل المسلحة في الشمال السوري. ولم يختلف المشهد كثيراً في تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي، فعلى رغم تخصيص ستّة صناديق اقتراع، ثلاثة منها في مدينة تدمر وثلاثة في السخنة وخنيفيس والبيارات الغربية في ريفها، إلّا أن المشاركة كانت ضعيفة، بسبب قلّة أعداد المدنيين القاطنين في المدينة، والذين لا يتجاوز عددهم أربعة آلاف نسمة في المدينة، وألفين في ريفها.
لم تكن المشاركة كبيرة في بلدات ريف حماة الشمالي التي استعادتها الدولة السورية أخيراً


أما في المناطق التي بقيت تحت سيطرة الدولة السورية طيلة سنوات الحرب، فكانت نسبة المشاركة مرتفعة جداً، ولا سيما في مدينتَي حمص وحماة، والمناطق الريفية كالقصير وتلكلخ ووادي النصارى في ريفَي حمص الجنوبي والغربي، بالإضافة إلى سلمية ومصياف في ريفَي حماة الشرقي والغربي. وفي هذا الإطار، لفت محافظ حماة، محمد طارق كريشاتي، لـ"الأخبار"، إلى أن "الصناديق الانتخابية امتلأت في هذه المناطق التي شهدت إقبالاً شعبياً لافتاً".
ولم تغب عثرات الخلل التنظيمي في بعض المراكز في حمص، لناحية استقبال الناخبين، وكذلك التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس "كورونا"، واستخدام الغرف السرية أثناء التصويت، إضافة إلى محاولة عدد من الأشخاص التصويت في أكثر من مركز. وعلى الرغم من قيام البعض بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي بذريعة الاحتفال، لم يُسجَّل في المقابل أيّ خرق أمني أو إشكالات، فيما أكد محافظ حمص، بسام بارسيك، لـ"الأخبار"، أن "العملية الانتخابية في المحافظة سارت بشكل جيّد ودون أيّ عوائق".