القنيطرة | أذعنت معظم بلدات ريف درعا لتهديدات المسلّحين في المناطق التي ينتشرون فيها، حيث أقفل الأهالي المحالّ التجارية، تزامناً مع خروج تظاهرات لمئات الأشخاص في بلدات بصر الحرير وأنخل وجاسم وطفس رفضاً للانتخابات، ما اضطرّ الأجهزة الأمنية الرسمية إلى نقل صناديق اقتراع من بؤر التوتّر في عمق ريفَي درعا الغربي والشمالي الغربي، إلى مناطق أكثر أمناً. وتسبّبت هذه التوتّرات بتعذّر إجراء الانتخابات في معظم أرياف درعا، إلّا ضمن نطاق محدود من الريف، تحديداً في الصنمين وخبب وبصير وإزرع وخربة غزالة والشيخ مسكين.[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
"سنعيدها سيرتها الأولى". بهذه العبارة تردّ فصائل المنطقة الجنوبية على أيّ مناسبة تدعو إليها الدولة السورية، في إشارة إلى إعادة درعا خارج سيطرة الدولة، كما كانت قبل اتفاقات التسوية التي رعاها الجانب الروسي. وسارع عناصر من الفصائل الجنوبية إلى رفع اللافتات الرافضة لإجراء الانتخابات على جدران المسجد العمري الذي يُعرف بأنه "رمز الثورة"، ومنه خرجت أولى التظاهرات. كذلك، أقدم المسلحون على حرق الإطارات في مخيّم النازحين، وقطع الطرقات في درعا البلد وطريق السدّ. وفي المقابل، وحده حيّ سجنة الواقع إلى جانب درعا المحطة سارت فيه الأمور بشكل طبيعي، على رغم وقوع حدث أمني بسيط قرب أحد المراكز الانتخابية فيه.
تعذّر إجراء الانتخابات في معظم أرياف درعا، إلا ضمن نطاق محدود


وفي محافظة القنيطرة، بدا الإقبال جيداً على المراكز الانتخابية في مدينة البعث وخان أرنبة، حيث التجمّع البشري الرئيس في المحافظة، إضافة إلى مناطق أقصى الريف الشمالي، وتحديداً في بلدة حضر المتداخلة مع الجولان المحتل. وعلى رغم الهواجس الأمنية في القطاعَين الأوسط والجنوبي الخاضعَين لاتفاق تسوية، إلّا أن مجريات الانتخابات هناك خالفت التوقّعات، حيث لم يحدث ما يُعكّر صفو عملية الاقتراع. ويقول محافظ القنيطرة عبد الحليم خليل، في تصريح إلى "الأخبار"، إن "الانتخابات جرت بشكل ممتاز في المحافظة، ولم تشهد أيّ خروقات تُذكر"، مشيراً إلى أن "الإقبال في بلدات الريف الجنوبي المتداخل مع درعا، والواقع تحت اتفاقات التسوية، شهد إقبالاً أكثر من مناطق أخرى". وأكّد المحافظ أن "عناصر التسوية في ريف القنيطرة الجنوبية مارسوا دوراً إيجابياً مع الأهالي لتسهيل عملية الانتخاب، وسط تدقيق أمني مشدّد على الحواجز وأمام مراكز الاقتراع، مع الحدّ من حركة الدرّاجات النارية لمنع أيّ أعمال أمنية".
أما أهالي القرى المحتلة في الجولان، فقد سجّلوا حضوراً رمزياً لهم في الانتخابات، عبر مسيرات سيّارة مؤيدة للرئيس بشار الأسد، جابت شوارع مسعدة ومجدل شمس، وسط انتشار مكثف للشرطة الإسرائيلية، من دون وقوع أي صدام مباشر معها.