الحسكة | شهدت محافظة الحسكة إقبالاً واسعاً من سكّان المحافظة، على رغم محدودية الجغرافيا التي جرت فيها الانتخابات، في وقت تجاوَز فيه عدد كبير من الأهالي حواجز "قسد"، وتوجّهوا نحو مراكز الاقتراع، كرسالة شعبية عن تمسّك السوريين بخيار الدولة، ورفض الاحتلالين الأميركي والتركي. وعلى رغم إعلان "قسد" مقاطعة الانتخابات، وعدم تسهيل إجرائها، إلّا أن مناطق سيطرتها لم تشهد عمليات منع أو تضييق واسعة بحق الأهالي الذين رغبوا في المشاركة. ويبدو أن "قسد" استجابت للضغوطات الشعبية والعشائرية، وتجنّبت أيّ تصعيد، إذ لم تمنع وصول الأهالي إلى مناطق سيطرة الحكومة. كما أنها أرادت الظهور إعلامياً أمام حلفائها في الولايات المتحدة والدول الغربية بمظهر المعرقل للانتخابات، لكنها عملياً لم تمنع السكّان من التصويت.[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
وأنبأت مشاهد الازدحام على أبواب المراكز الانتخابية في مدينتَي الحسكة والقامشلي، بوجود مشاركة لافتة لغالبية مكوّنات محافظة الحسكة، ما يؤشّر إلى اتّساع الحاضنة الشعبية للدولة السورية داخل مناطق سيطرة "قسد". وأدّى هذا الازدحام إلى اضطرار اللجنة القضائية الفرعية للانتخابات، إلى افتتاح مراكز انتخابية جديدة، وإضافة عدد من الصناديق الانتخابية، بعد أقلّ من 4 ساعات على إطلاق العملية الانتخابية. وفي مركز كلية الحقوق، أكدت الشابة السورية الكردية، نالين شمو، أن "الكثيرين من الأكراد السوريين شاركوا في الانتخابات، كجزء من النسيج الوطني السوري"، مضيفة أن "كلّ دعوات المقاطعة لم تمنعهم من أداء حقهم الدستوري في اختيار رئيس للبلاد". كما أكدت أنها "وكلّ زملائها الكرد منحوا صوتهم للرئيس الأسد، لكونه ضمانة وطنية لكلّ السوريين". كما شهدت المراكز الانتخابية حضوراً واضحاً لسكّان مدينة رأس العين وريفها، الذين تهجّروا في وقت سابق إلى مدينتَي الحسكة والقامشلي. وقال أحد الأهالي المهجّرين من ريف رأس العين، وأحد وجهاء عشيرة الشرابين خضر الحجاج، إن "أهالي رأس العين وريفها كانوا حاضرين بقوة في الاستحقاق الرئاسي، كتعبير عن تمسّك أبناء هذه المنطقة بدولتهم، وتأييدهم للرئيس بشار الأسد"، لافتاً إلى أن "اليقين الثابت لدى سكان المنطقة هو أن الاحتلال زائل، وكلّ المناطق ستعود إلى سيادة الدولة السورية". بدوره، اعتبر محافظ الحسكة، اللواء غسان حليم خليل، في تصريح إلى "الأخبار"، أن "مشاركة أهالي الحسكة الواسعة في الانتخابات الرئاسية هي بمثابة تأكيد شعبي لرفض وجود أيّ احتلال أو قوة تابعة له في المحافظة".
إغلاق قسد للمعابر أدّى الى حرمان الكثير من أهالي الرقّة والطبقة المشاركة في الانتخاب


وفي دير الزور، شهدت مدن دير الزور والبو كمال والميادين، تدفّقاً شعبياً على مراكز الاقتراع بعد حرمان مسلّحي "داعش" الأهالي المشاركة في العملية الانتخابية الماضية. وأكّدت مصادر عشائرية، لـ"الأخبار"، أن "العديد من أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة قسد قد تمكّنوا من الوصول إلى المراكز الانتخابية على رغم إغلاق قسد المعابر"، معتبرة "مشاركة مناطق البو كمال والميادين الواسعة ردّاً على كلّ الطامحين إلى الوصول لهذه المناطق الجغرافية الاستراتيجية، وقطع التواصل البري بين سوريا والعراق". وفي الرقّة، توافدت أعداد كبيرة من أهالي الريفَين الشرقي والغربي الخاضِعيْن لسيطرة الحكومة السورية إلى مراكز الاقتراع بكثافة، وأدلوا بأصواتهم. وقال مصدر حكومي، لـ"الأخبار"، إن "إغلاق قسد للمعابر أدّى إلى حرمان الكثير من أهالي مدينة الرقّة والطبقة، والبلدات التابعة لهما، ممارسة حقهم في الانتخاب"، مشيراً إلى "تواصل شعبي واسع مع الجهات الحكومية سبق الانتخابات"، معتبراً أنه "لو لم يتمّ منع السكان من الوصول، لكانت الأعداد المشاركة في الانتخابات في الرقة مضاعفة".