شهدت السفارات والقنصليّات والبعثات الدبلوماسية السورية في عدد من العواصم والمدن العربية، أمس، إقبالاً لافتاً لأفراد الجاليات السورية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، مع منْع كل من السعودية وقطر إجراء الانتخابات على أراضيهما. وحرصت مواقع السفارات كافة على شبكات التواصل الاجتماعي، على نقل مجريات الانتخابات مباشرة عبر صفحاتها الرسمية، لإتاحة الفرصة لكلّ وسائل الإعلام والجهات المحلية والدولية لمراقبة المجريات بشكل مستمرّ. ونظّم عدد من الفعاليات الشعبية نشاطاً موازياً، من خلال مسيرات ووقفات وطنية أمام مباني السفارات.وشهدت السفارة السورية في لبنان إقبالاً كثيفاً على التصويت، بعد حملات استمرّت أياماً عديدة لتشجيع المواطنين على المشاركة. لكن ما نغّص العملية إقدام عدد كبير من مناصري حزب «القوات اللبنانية» على الاعتداء على السوريين المتوجّهين إلى السفارة، ما نتج منه إصابة العشرات، واستدعى موقفاً من السفير السوري في بيروت، علي عبد الكريم علي، الذي طالب السلطات اللبنانية بـ»ملاحقة ومحاسبة كلّ من اعتدى على السوريين». أمّا في مصر، فقد شهدت السفارة السورية إقبالاً لافتاً من السوريين الموجودين في مختلف المحافظات المصرية، والذين توجّهوا إلى العاصمة القاهرة للمشاركة في الانتخابات. وأكّد رئيس البعثة الدبلوماسية في القاهرة، بسام درويش، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الاستحقاق الانتخابي شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ظهر باكراً من خلال إقبال أعداد كبيرة من أبناء الجالية على مبنى السفارة، قبل ساعات من انطلاق الانتخابات»، معتبراً أن «القدرة التنظيمية العالية، والإقبال اللافت للسوريين، أثبتا قدرة البلاد على تنظيم انتخابات شفّافة وديموقراطية». ونوّه السفير إلى «قيام السفارة باتخاذ إجراءات لوجستية وتقنية، مع التنسيق مع كل وسائل الإعلام، لتمكينها من نقل الصورة الحقيقية للانتخابات». وأشارت المنسّقة الإعلامية للسفارة السورية في مصر، رواء شلغين، بدورها، إلى أن «السفارة شهدت ازدحاماً وإقبالاً كبيراً من أبناء الجالية السورية»، لافتة إلى «التفاعل الكبير للسوريين مع الاستحقاق الدستوري المهمّ».
كذلك، شهدت السفارات السورية في دول الخليج، باستثناء قطر والسعودية، مشاركةً واسعة لأبناء الجاليات السورية هناك في الاستحقاق الدستوري، مع تسهيلات واسعة سمحت بإقامة الانتخابات في السفارات والقنصليات. ونشر الكثير من الفنّانين ورجال الأعمال السوريين صوراً لهم أثناء الإدلاء بأصواتهم في مقرّ السفارة السورية في أبو ظبي، والقنصلية العامّة في دبي، والسفارة في الكويت. وفي هذا السياق، يقول الصحافي السوري رامي منصور، المقيم في دبي، في تصريح إلى «الأخبار»، إن «السلطات الإماراتية قدّمت تسهيلات لافتة، من خلال الموافقة على إجراء الاقتراع في مقرّ السفارة في أبو ظبي، والقنصلية العامة في دبي، بعدما أُجريت في عام 2014 فقط في العاصمة»، مؤكداً أن «أبناء الجالية شاركوا بشكل فاعل ولافت في الاستحقاق الرئاسي، مع تفاعل واضح من الفنّانين ورجال الأعمال». ويعتبر منصور أن «مشاركة السوريين في الانتخابات، على رغم ارتفاع درجات الحرارة وانتشار فيروس كورونا، هي تجسيد حقيقي لإرادة المغتربين في المشاركة في تقرير مستقبل بلادهم».
وفي الجزائر، أكّد السفير السوري هناك، نمير وهيب غانم، أن «السوريين في الجزائر شاركوا بشكل فاعل في الانتخابات»، معتبراً أن «هذه المشاركة تعبّر عن انتصار السوريين على كلّ المخطّطات التي استهدفت البلاد». ورأى غانم أن «المشاركة في الانتخابات هي انتصار من قِبَل السوريين لاستقلال قرارهم الوطني وسيادتهم الوطنية». أمّا في العراق، فأشار السفير السوري في بغداد، صطام الدندح، إلى أن «السفارة قامت بتأمين كل التجهيزات اللازمة لتوفير الأجواء لأبناء الجالية للمشاركة في الاستحقاق الدستوري، والإدلاء بأصواتهم»، متحدّثاً عن «الإقبال الكبير لأبناء الجالية على المشاركة في الانتخابات، والتي واكبها عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والأجنبية».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا